| ملف كامل في الذكر | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:08 pm | |
| | |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:17 pm | |
|
فـضـل الـذكـر
الذكرجبر للعبادات
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسَّنه وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصحَّحه والبيهقي عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كَثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أستنُّ به، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
في النهي عن الفحشاء والمنكر
قولـه تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون} (العنكبوت 54) قال الإمام النسفي عند تفسيره لهذه الآية بعد كلام طويل: - (... وذكر الله أكبر من أن تلقى معه معصية أو ذكر الله أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من غيره).
وقال بن كثير عند تفسيره هذه الآية بعد كلام طويل: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ، فقال: إن فلاناً يصلِّي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: إنه سينهاه ما تقول وتشتمل الصلاة أيضاً على ذكر الله تعالى ولذكر الله أكبر أي أعظم من الأول.وقال أيضاً الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية: في قول الله عزَّ وجل ولذكر الله أكبر... قال: ذكر الله إيَّاكم أكبر من ذكركم إياه وقيل ذكركم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضل من كل شيء وقيل المعنى أن ذكر الله أكبر مع المداومة من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر
ويتضح من خلال عرض كلام علماء التفسير في تفسير هذه الآية أن الذكر لا يضاهى في قوته في النهي عن الفحشاء والمنكر.
يغبطهم الأنبياء والشهداء
وأخرج الطبراني عن عمرو بن عبسة سمعت رسول الله يقول: عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشي بياض وجوهم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه.
زينة المساجد
قال الخرائطي في الشكر عن خليد العقري قال: إن لكل بيت زينةً، وزينةُ المساجد الرجال على ذكر الله.
أعظم منة من الله
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذر عن النبي قال ما من يوم وليلة إلا ولله عز وجل فيه صدقة مَنَّ بها على من يشاء من عباده، وما من الله على عبد بأفضل من أن يُلهمَه ذكره.
أشد الأعمال عند الله
وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر قال: قال رسول الله أشدُّ الأعمال ثلاثة، ذكر الله على كل حال، والإنصاف من نفسك، والمواساة في المال.بيوت ومنازل الذاكرين تضئ لأهل السماء كالكواكب لأهل الأرض وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما يضيء الكوكب لأهل الأرض.
الذكر يقَوِّى على السهر للعبادة وعلاج للبخل ومواجهة العدو:
وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله (من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وحين غدرَ العدوُّ أن يجاهده فليُكثر ذكر الله).
وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصحَّحه والبيهقي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفـــاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقـــوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله).
الذكر والجهاد
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن النبي أنه كان يقولإن لكل شيء صِقالة وإن صِقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضربَ بسيفِه حتى ينقطع.
الذكر والصدقة
وأخرج الطبراني عن أبي موسى قال: قال رسول الله (لو أن رجلا في حجره دراهم يقَسِّمها وآخر يذكر الله لكان الذاكر لله أفضل).
الذكر وعتق الرقاب
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لأبي الدرداء: إن الرجل أعتق مائة نسمة قال: إن مائة نسمة من مال رجل لكثير، وأفضلُ من ذلك إيمانٌ ملزومٌ بالليل والنهار أنْ لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله.
أحمد عبد المالك
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:27 pm | |
| أضرار الغفلة والإعراض عن ذكر الله تعالى
ما امرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله بشيء إلا وفيه الخير وما نهانا سبحانه وتعالى عن شيء إلا وفيه شر مستطير ؛ قوله {... فَمَا أَمَرْتُكُمْ به مِنْ أَمرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَمَا نَهَيْتُكم عَنْهُ فَانْتَهُوا} سنن بن ماجه - الطبراني، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كثير من آياته بالذكر بل والإكثار من الذكر حيث قال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} الأحزاب/35 ولعظم فضل الذكر فإن الغفلة عنه ضرر عظيم وشر أعاذنا الله منه. وقال الحكيم الترمذي رحمه الله: ذكر الله يرطب القلب ويلينه فإذا خلا عن الذكر أصابته حرارة النفس ونار الشهوات فقسى ويبس وامتنعت الأعضاء من الطاعات . والإقلال من الذكر صفة من صفات المنافقين أعاذنا الله منها وذلك قوله تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء /142وهذا سببه قلة الذكر. ويؤيد هذا المعنى ما ذكره الإمام السيوطي في تفسيره ''الدر المنثور في التفسير بالمأثور'' عند تفسير الآية السابقة ما نصه: وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن {ولا يذكرون الله إلا قليلا} قال: إنما لأنه كان لغير الله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {ولا يذكرون الله إلا قليلا} قال: إنما قل ذكر المنافق لأن الله لم يقبله، وكل ما رد الله قليل، وكل ما قبل الله كثير.. وأخرج ابن المنذر عن علي قال: لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل.
كما أن الإعراض عن ذكر الله تعالى جزاءه في الدنيا المعيشة الضنكه وفي الآخرة أن يحشر المعرض عن ذكر الله أعمى قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه/ 134 وفي ذلك قال بن كثير: فإن له معيشة ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن ما شاء فإن قلبه لم يخلص إلى اليقين والهوى فهو في قلق وشك وحيرة فلا يزال في ريبة يتردى فهذا من ضنك المعيشة، ويحشر يوم القيامة أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكم وصما مأواهم جهنم} الآية.والمعرض عن ذكر الله تعالى جزاءه يوم القيامة العذاب الشاق قوله تعالى {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا''} الجن /17، وعن بن عباس رضي الله عنهما أنه جبل في جهنم. ذكره بن جرير الطبري وقد يجعله الله أداة صد للذاكرين عن ذكر الله ظاناً بهذا أنه المهتد.
ومن شديد التنكيل والتعذيب لهذا المعرض عن ذكر الله أن الشيطان له قرين يضله في الدنيا ويكون معه حتى يدخله النار قوله تعالى {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُون حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}(38,37,36 الزخرف) قال بن كثير في تفسيره: قال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سعيد الجريري قال بلغنا أن الكافر إذا بعث من قبره يوم القيامة شُفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصيرهما الله تعالى إلى النار وذلك حتى يقول يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين.
أحمد عبد المالك[/size] | |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:40 pm | |
|
الذكرسبب النجاة من العذاب
أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إن لكل شيء صقالةً وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع. وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع.لأن الله تعالى يقول في كتابه {ولذكر الله أكبر}. وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع
الذكر هو السبب الرئيسى لصلاح القلب الذى فيه صلاح الجسد كله
حدثنا أبو نعيم: عن النعمان بن بشيررضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلال بَيِّن، والحرام بَيِّن، وبينهما مُشَبَّهَات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات: كراع يرعى حول الحمى أوشك أن يواقه، ألا وإن لكلِّ ملِكٍ حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).البخاري وعَنِ النّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (وَأَهْوَى النّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إلَىَ أُذُنَيْهِ) إنّ الْحَلاَلَ بَيّنٌ وَإنّ الْحَرَامَ بَيّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنّ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، فَمَنِ اتّقَى الشّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرّاعِي يَرْعَىَ حَوْلَ الْحِمَىَ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإنّ لِكُلّ مَلِكٍ حِمىً، أَلاَ وَإِنّ حِمَى اللّهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلّهُ وَإذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْب مسلم
وفي شرح النووي على مسلم: في قوله صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب قال أهل اللغة: يقال صلح الشيء وفسد بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر، والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها، قالوا: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب. وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في صلاح القلب وحمايته من الفساد، واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس... ز
قال رسول الله ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب البخاري ومسلم. ز
فما هو صلاحه وفساده؟....عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(إِنَّ الْمُؤْمِنَ، إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ فَلْبُهُ. فَإِنْ زَادَ زَادَتْ. فَذلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ فِي كَتَابِه.كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَاكَانُوا بَكْسِبُونَ) أحمد- بن ماجه- الترمذي
أحمدعبد المالك
|
كلمة العدد
نودِّع هذا الشهر الكريم وفي جوانحنا تضطرم مشاعر مُتنوِّعة، فيها لوعةٌ لفراق هذا الشهر الكريم بكلِّ ما أودع الله فيه من الخير، وفيها فرحة لقدرتنا على قهر النفس وعصيان الهوى، فبدَّلنا الطعام بطعام، والمواعيد بمواعيد، ورقَّت الأخلاق، وتبدَّلت العادات، وبهذا تكتمل تزكية الجسم تحقيقاً لقوله لكلِّ شيءٍ زكاةٌ والصوم زكاة الجسم فلبسنا حلَّة العيد على جسد جديد. ويحقُّ لنا هاهنا أن نتساءل بعد أن تبيَّنت لنا قدرتنا على قهر النَّفس والتغيير بفضل الله وعونه: ألا يمكـن أن يمتدَّ هذا التغيير إلى كـلِّ شيء لا نرضاه في حياتنا ؛ كـلٌّ حسب موقعه ؛ ربُّ الأسرة في بيته، والمعلِّم في مدرسته، والوالي في ولايته، ونفعل هذا وكلُّنا ثقة في أنَّ هذا في الإمكان، فإذا توفرت هذه الثقة ومعها النوايا الحسنة أمكننا أن نُصلح المجتمع من حولنا من غير أن نحتاج إلى قوَّة خارجية، فإنَّ هذه القوَّةَ تكْمُنُ في داخل أنفسنا لتكون هذه أولى خطوات الجهاد الأكبر جهاد النفس .
منقول
|
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:43 pm | |
| الذكر جبر للعبادات
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أستن به، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر قولـه تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون}.
قال الإمام النسفي عند تفسيره لهذه الآية بعد كلام طويل: - (... وذكر الله أكبر من أن تلقى معه معصية أو ذكر الله أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من غيره). وقال ابن كثير عند تفسيره هذه الآية بعد كلام طويل: (... عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ، فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال أنه سينهاه ما تقول وتشمل الصلاة أيضاً على ذكر الله تعالى ولذكر الله أكبر أي أعظم من الأول). وقال أيضاً الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية:
في قول الله عز وجل ولذكر الله أكبر......... قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه وقيل ذكركم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضل من كل شيء وقيل المعنى أن ذكر الله أكبر مع المداومة على الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر
ويتضح من خلال عرض كلام علماء التفسير في تفسير هذه الآية أن الذكر لا يضاهى في قوته في النهي عن الفحشاء والمنكر.
يغبطهم الأنبياء والشهداء
وأخرج الطبراني عن عمرو بن عبسة سمعت رسول الله يقول: (عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشي بياض وجوهم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه).
زينة المساجد
قال الخرائطي في الشكر عن خليد العقري قال: إن لكل بيت زينة، وزينة المساجد الرجال على ذكر الله.
أعظم منة من الله
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذر عن النبي قال: (ما من يوم وليلة إلا والله عز وجل فيه صدقة من بها على من يشاء من عباده، وما منَّ الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره).
أشدالأعمال عند الله
وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الأعمال ثلاثة، ذكر الله على كل حال، والإنصاف من نفسك، والمواساة في المال.
بيوت ومنازل الذاكرين تضئ لاهل السماء كالكواكب لاهل الأرض وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما يضيء الكوكب لأهل الأرض.
الذكر يقوى على السهر للعبادة وعلاج للبخل ومواجهة العدو
وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: (قال رسول الله من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وحين غدر العدوان يجاهده فليكثر ذكر الله).
وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء قال: (قال رسول الله ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله). وللحديث بقية
أحمد عبد المالك
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:48 pm | |
| الذكر والإستقامة
قال رسول الله (إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاؤها الاستغفار) السيوطي الجامع الصغير ولكن ما الذي أتى بهذا الصدأ قال تعالى: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون}، {كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُون} (المطففين14-15) والران والصدأ هو من الذنب والغفلة وعلاج الذنب الاستغفار وعلاج الغفلة الذكر لأن الغفلة والذنب يؤديان إلى اتباع الشخص لهواه وكذلك قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28) فيصبح المتحكم فيه المسيطرعلى أفعاله وأحواله وأقواله الهوى بدلا من النص والأمر الإلهي أما إذا كان من أهل الذكر والاستغفار استقام القلب وانصلح وأدى ذلك إلى استقراره ودوام ذلك، فيكون الذكر صقالة تمنع تحكم الشيطان فيه لأن القلب سمي قلبا من التقلب وإلى هذا يشير رسول الله فيما روى عبد الله عن عمرو رضي الله عنهما أن النبي كان يقول: (لكل شيء صقالة وأن صقالة القلوب ذكر الله عز وجل)البيهقي السيوطي ولهذا قيل الذكر للقلب سبب إصلاحه وحياته كالماء للسمك سبب إصلاحه وحياته حتى أن الإنسان ليتجه إلى الله وتصبح إرادته كلها وحبه لله الكريم؛ فيتفضل الله تعالى عليه بأن يكون نصب عين رسول الله ، قوله تعالى{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم} الكهف وهنا ترى كيف أن الله تعالى وَجَّهَ رسولَه إلى صبر نفسه معهم وألا يعدو عينيه عنهم وهم أهل الصفة وألا يطع هؤلاء الذين يريدون زينة الحياة الدنيا أغفل الله قلوبهم عن ذكره وجعل أمورهم مترددة متشككة جزاءً لهم، وقد قال رسول الله (الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له) مسند أحمد، فهؤلاء هم الصادقون المتقون.
الذكر سبب النجاة فـي الآخرة
قال رسول الله: (ما عمل بن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) ابن أبي شيبه
الذكر سبب عمار الأرض
عن أنس قال: قال رسول الله (لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله) أحمد مسلم الترمذي..... قال العلامة علي القاري فـي كتاب (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) حين شرح هذا الحديث ما نصه: أي لا يُذكر الله فلا يبقى حكمة فـي بقاء الناس.
ذكر الله والأستقامة عليه سبب تنزل الملائكة والرحمة والسكينة
أخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله (إن لأهل ذكر الله أربعا ينزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحف بهم الملائكة، ويذكرهم الرب فـي ملأ عنده)
بذكر الله تصيب خيرى الدنيا والآخرة
أخرج ابن أبي الدنيا فـي كتاب الشكر والطبراني والبيهقي عن ابن عباس إن النبي قال: (أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلب شاكر، ولسان ذاكر، وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونا فـي نفسها وماله) وهنا يجب أن ننوه أن الذكر المقصود فـي كل هذه الآيات والأحاديث إنما يُعنى به ترديد إسم المحبوب المعبود المشهود دون طلب لمنفعة أودفع لمضرة أي ترديد الإسم الله كما ورد فـي سورة المزمل {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا}.
الذاكرون هم الذين يباهى الله بهم ملائكتة
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن معاوية (أن رسول الله خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. قال آلله ماجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما أني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة).
هم أهل الكرم
أخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري (أن رسول الله قال: يقول الله يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم. فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: أهل مجالس الذكر)
هم أهل معية الله
وأخرج ابن ماجه وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي قال (إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه).
فهو مع من يذكره بقلب ومع من يذكره بلسانه ولكن معيته مع الذكر القلبي أتم وخص اللسان بإفهامه دخول الأعلى بالأولى ولكن محبته وذكره لما استولى على قلبه وروحه صار معه وجليسه ولزوم الذكر عند أهل الطرق من الأركان الموصلة إلى الله تعالى وهو ثلاثة أقسام: ذكر العوام باللسان وذكر الخواص بالقلب وذكر خواص الخواص بفنائهم عن ذكرهم عند مشاهدتهم مذكورهم حتى يكون حق مشهود فـي كل حال. قالوا وليس للمسافر إلى لله فـي سلوكه أنفع من الذكر المفرد القاطع من الأفئدة الأغيار وهو (الله) وقد ورد فـي حقيقة الذكر وآثاره وتجلياته ما لا يفهمه إلا أهل الذوق. أهـ. (من شرح المناوي فـي فيض القدير).
وللحديث بقية أحمد عبد المالك
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:55 pm | |
| إعلم أن أهل الذكر هم أفضل عباد الله على الإطلاق لأنهم هم الذين لبوا نداء الله سبحانه وتعالى في قوله : {فاذكروني أذكركم} فاجتهدوا في الذكر وأكثروا منه كما أمر الله في كثير من آياته مثل قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا} (الأحزاب 42,14)، وقوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب35). فرقاهم الله سبحانه وتعالى من ذكر اللسان إلى ذكر القلب إلى أن ذُكروا في الملأ الأعلى مصداقاً لقوله تعالى في الحديث القدسي : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنا الأعْمَشُ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ: (قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) متفق عليه.
وهو أعظم الجزاء أن جعل الله سبحانه وتعالى جزاء من ذكره أن يذكره سبحانه وتعالى وقد أهداهم الله سبحانه زيادة على ذكره لهم طمأنينة قلوبهم لقوله عز وجل { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } أي بذكر الله لكم تطمئن قلوبكم أيها الذاكرون. فاطمأنت قلوبهم بذكره وزادهم جل شأنه فللذين أحسنوا الحسنى وزيادة ففتح لهم باب حمده وحمد حمده وشكره وقال مادحاً لهم {وقليل من عبادي الشكور} ولأفضليتهم عند الله تعالى نصب لهم الفتوى في أمور الدنيا والآخرة فقال جل شأنه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النحل 43).
وفي تفسير ابن كثير لهذه الآية جزء 2 ص 493 قال : ( قال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} وقال {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} يعني أهل الكتب الماضية أبشرا كانت الرسل إليهم أم ملائكة. فإن كانوا ملائكة أنكرتم وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا. قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} ليسوا من أهل السماء كما قلتم وكذا روي عن مجاهد عن ابن عباس أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب وقاله مجاهد والأعمش وقول عبد الرحمن بن زيد الذكر القرآن واستشهد بقوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} صحيح لكن ليس هو المراد ههنا لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إليه وكذا قول أبي جعفر الباقر نحن أهل الذكر ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح فإن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السالفة. وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وعرف لكل ذي حق حقه ونزل كل المنزل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين والغرض أن هذه الآية الكريمة أخبرت بأن الرسل الماضين قبل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا بشرا كما هو بشر كما قال تعالى {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا} وقال تعالى {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} وقال تعالى {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين} وقال تعالى {قل ما كنت بدعا من الرسل} وقال تعالى {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ} ثم أرشد الله تعالى من شك في كون الرسل كانوا بشرا إلى سؤال أصحاب الكتب المتقدمة عن الأنبياء الذين سلفوا هل كان أنبياؤهم بشرا أو ملائكة.
إذاً أهل الذكر هم أهل البيت ، ولم يتقيدوا هؤلاء الذاكرين بهيئة معينة في الذكر لماذا، لأن الله سبحانه وتعالى لم يأمر بتقييد هيئة معينة في الذكر لقوله سبحانه {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(191 آل عمران) ، وقوله تعالى : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (103 النساء) ،قال ابن عباس في هذه الآية أي بالليل والنهار وفي البر والبحر والسفر والحضر والغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية. إذاً فلن يستطيعوا أن يذكروا الله بهيئة، الهيئة معناها في هذا الموطن كل الأحوال مثل الأوراد كمثال. وهم الذين مدح الله سابقيهم وأسلافهم رضي الله عنهم {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (82 الكهف).
في تفسير ابن عباس لهذه الآية قال : حكيت حكاية عن سيدنا رسول الله ( وجد يوم جمعة بعد الصلاة مجلس علم ومجلس ذكر فجلس إلى مجلس العلم وقال كلا المجلسين خير وإنما بعثت معلماً وبعد انتهاء المجلس ذهب إلى بيت عائشة ليستريح فنزل عليه جبريل عليه السلام وقال {واصبر نفسك} الآية فرجع إلى المسجد ثانياً وفي رواية مسرعاً وجلس في مجلس الذكر وعقب صلاة العصر قال الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم )، وهذا كلام سيدنا عبد الله بن عباس.
نأتي إلى كلام ابن كثير في الآية:
وقوله {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } أي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيًا من عباد الله سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء يقال إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود وليفرد أولئك بمجلس على حدة فنهاه الله عن ذلك فقال {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء فقال {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية، وقال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد هو ابن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فأمسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قص فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب ''وقال أحمد أيضًا: حدثنا هاشم حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت كردوس بن قيس وكان قاص العامة بالكوفة يقول: أخبرني رجل من أصحاب بدر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول )لإن أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب) قال شعبة فقلت أي مجلس قال كان قاصًا وقال أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا محمد حدثنا يزيد بن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لإن أجالس قومًا يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إليَّ من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفًا) فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس فبلغت ستة وتسعين ألفًا وههنا من يقول أربعة من ولد إسماعيل والله ما قال إلا ثمانية دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفًا وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم وهو الكوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يقرأ سورة الكهف فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم) هكذا رواه أبو أحمد عن عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر مرسلا وحدثنا يحيى ابن المعلى عن منصور حدثنا محمد بن الصلت حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقرأ سورة الحج أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم) وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن بكير حدثنا ميمون المرئي حدثنا ميمون ابن سياه عن أنس ابن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مامن قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورًا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات) تفرد به أحمد رحمه الله وقال الطبراني حدثنا إسماعيل بن الحسن حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب عن أسامة بن زيد عن أبي حازم عن عبد الرحمن بن سهل ابن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية فخرج يلتمسهم فوجد قومًا يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال (الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم) عبد الرحمن هذا ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة رضي الله عنهم وقوله {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} أي شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا {وكان أمره فرطًا} أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ولا تكن مطيعًا له ولا محبًا لطريقته ولا تغبطه بما هو فيه كما قال {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}.
وقال الإمام أحمد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ الْمَرَائِيُّ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذكُرُونَ اللَّهَ لا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلا وَجْهَهُ إِلا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَات).
إذاً من يأتي لحضور الحضرة أولاً ذنوبه تغفر وثانياً تُبدل سيئاته حسنات ·
وروى الطبراني عن عبد الله بن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله وهو في بعض أبياته {واصبر نفسك} الآية فخرج يلتمسهم فوجدهم يذكرون الله. منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال (الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرني أن اصبر نفسي معهم).
ويعلق ابن كثير على ذلك فيقول : ذكره أبو بكر ابن أبي الدنيا في الصحاح أنه من الصحابة وأما أبوه الذي هو سهل ابن حنيف فهو من سادات الصحابة.
ويتضح مما ذكرناه بطلان ما يقول المدَعون أن حلق الذكر هي دروس العلم · كدرس فلان وفلان . إذاً مجلس العلم غير مجلس الذكر لأنهم يقولون الحضرة على هيئتها لم ترد والحضرة معناها أن واحداً يقعد يعمل درس.
وقد ورد في هذه الآية لابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى {تريد زينة الحياة الدنيا} أي مجالسة العظماء والأشراف وروى. أن المؤلفة قلوبهم عيينة والأقرع بن حابس وأمثالهم قالوا يا نبي الله لو جلست في صدر المجلس ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون بذلك سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب صوف ولم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله تعالى {واصبر نفسك} فقام رسول الله يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخرة المسجد فقال (الحمد لله الذي لم يميتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات )· انتهى كلام ابن جرير.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في بعض العبادات بإظهارها وإعلانها وفي بعض العبادات بإسرارها وإخفائها منها الصلاة والصوم والحج أمرنا الله بإظهارها وإعلانها، مثال الحديث حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإيمَانِ ) مسند أحمد - سنن الترمذى- سنن بن ماجه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} الآيَة.
في حالة الصوم النبي يقول لو ضايقك إنسان و أنت صائم فلتقل ( اللَّهم إني صائم ) وفي الحج تسافر ويري جميع من حولك أنك ذاهب للحج وتلبي لتظهر الحج وهناك عبادات أخرى أمرنا الله بإخفائها مثل الصدقة كما في الحديث حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ قَالَ حدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عبيد الله قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عبد الرحمن عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ الإمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفق عليه.
و مثل الدعاء في الصلاة أمرنا الله بإخفائه اتفاقا أي باتفاق المذاهب و هذا في الصلاة فقط.
و نأتي لموضوعنا الرئيس وهو الذكر هل يكون سراً أم علنا هناك من يقول اذكر ربك في نفسك و نحن نقول نأتي بالآيات و الأحاديث التي تكلمت في هذا الموضوع ونرى هل هي أمرت بالذكر جهراً أم سراً أم فاضلت ما بين الاثنين فلو قالت ممكن جهراً أو سرا إذاً فممكن نعمل الذكر جهراً وممكن نعمله سراً. لو فاضلت بأن أحدهم أفضل من الآخر فنقوم بعمل الأفضل· لكن هذا لا يعني عدم عمل النوع الآخر.
مر رسول الله بالمسجد فوجد سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر رضي الله عنهما يقرآن القرآن أما سيدنا أبو بكر الصديق يقرا خافضاً صوته وسيدنا عمر رافعاً صوته· فسأل النبي سيدنا أبو بكر (لِمَ خفضت صوتك فقال لقد أسمعت من ناجيت· فقال لسيدنا عمر لِمَ رفعت صوتك فقال لأطرد الشيطان وأوقظ النيمان).
إذاً النبي هنا لم يوافق على السرية ولا الجهرية وقال كن وسطاً · أصلاً الآية تقول {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (الإسراء 110) ،النبي طبق ذلك على القرآن بدليل أن الصلاة إما سرية أو جهرية ولا وسط ، { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر.
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 6:58 pm | |
|
الحديث (···· عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ أَبِي و قَالَ يَحْيَى يَعْنِي الْقَطَّانَ ابْنَ أَبِي لَبِيبَةَ أَيْضًا إِلا أَنَّهُ قَالَ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَة) مسند أحمد (مسند المبشرين)
الآية {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ} 205 الأعراف
والآية {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الاَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (الإسراء110)
والآية (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) 55 الأعراف
وسنتناول هذه المعارضات الأربعة كل على حده من كتب الأئمة والمفسرين كما يلي :
[/size]
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 7:29 pm | |
| الاســــتـعـاذة
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ذكر لله ووقاية من الشيطان قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم} وروى البخاري عن عدي بن ثابت: حدثنا سليمان بن صرد قال: استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه، مغضباً قد احمرَّ وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون. وللشيطان همز ونفخ ونفث؛ والهمز هو الخفق، والنفخ هو الكبر، والنفث هو الشِّعر. وذكر الله مطردة للشيطان من المبيت والطعام.وعن مسلم عن جابر قال سمعت رسول الله يقول (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم و لاعشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء). وكذلك عندما يأتي أهله، عن الإمام أحمد قال رسول الله (لو أن أحدكم حين يأتي أهله يقول اللهم اجنبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا ثم قُدر بينهما ولد لم يضرَّه شيطان أبداً'') رواه أحمد. وعند قضاء الحاجة، روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ''(إنّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلاَءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِالله مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ'') والخُبْثُ جمع خبيث اسم لذكران الشياطين، والخبائث جمع خبيثة: اسم لإناث الشياطين. ومحتضرة أي تسكنها الشياطين. روى أحمد والترمذي أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (إِنّ الله أَمَرَ يَحْيىَ بنَ زَكَرِيّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنّهُ كَادَ أَنْ يبطئ بِهَا. فقالَ عِيسَى: إِنّ الله أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بهَا وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بهَا. فَإِمّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَإِمّا أَنْ آمُرَهُمْ، فَقَالَ يَحْيى: أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بي أَوْ أُعَذّبَ. فَجَمَعَ النّاسَ في بَيْتِ المَقْدِسِ فَامْتَلأ المَسْجِدُ وَقَعَدُوا عَلَى الشّرَفِ، فَقَالَ: إِنّ الله أَمَرَني بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنّ وآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنّ:....... إلى أن قال: وآمَرَكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا الله فَإِنّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوّ في أَثَرِهِ سِرَاعاً حَتّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ العَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشّيْطَانِ إِلاّ بِذِكْرِ الله).
وللحديث بقية
أحمد عبد المالك
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 7:41 pm | |
| الذكر جبر للعبادات
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أستن به، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر قولـه تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون}.
قال الإمام النسفي عند تفسيره لهذه الآية بعد كلام طويل: - (... وذكر الله أكبر من أن تلقى معه معصية أو ذكر الله أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من غيره). وقال ابن كثير عند تفسيره هذه الآية بعد كلام طويل: (... عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ، فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال أنه سينهاه ما تقول وتشمل الصلاة أيضاً على ذكر الله تعالى ولذكر الله أكبر أي أعظم من الأول). وقال أيضاً الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية:
في قول الله عز وجل ولذكر الله أكبر......... قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه وقيل ذكركم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضل من كل شيء وقيل المعنى أن ذكر الله أكبر مع المداومة على الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر
ويتضح من خلال عرض كلام علماء التفسير في تفسير هذه الآية أن الذكر لا يضاهى في قوته في النهي عن الفحشاء والمنكر.
يغبطهم الأنبياء والشهداء
وأخرج الطبراني عن عمرو بن عبسة سمعت رسول الله يقول: (عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشي بياض وجوهم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه).
زينة المساجد
قال الخرائطي في الشكر عن خليد العقري قال: إن لكل بيت زينة، وزينة المساجد الرجال على ذكر الله.
أعظم منة من الله
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذر عن النبي قال: (ما من يوم وليلة إلا والله عز وجل فيه صدقة من بها على من يشاء من عباده، وما منَّ الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره).
أشدالأعمال عند الله
وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الأعمال ثلاثة، ذكر الله على كل حال، والإنصاف من نفسك، والمواساة في المال.
بيوت ومنازل الذاكرين تضئ لاهل السماء كالكواكب لاهل الأرض وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما يضيء الكوكب لأهل الأرض.
الذكر يقوى على السهر للعبادة وعلاج للبخل ومواجهة العدو
وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: (قال رسول الله من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وحين غدر العدوان يجاهده فليكثر ذكر الله).
وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء قال: (قال رسول الله ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله). وللحديث بقية
أحمد عبد المالك
........................................ ذكــر الـحـبـيـب
بالتدبر في قوله تعالى: {فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} ذهب الجمهور إلى أن هذا الذكر المأمور به، إنما هو إثر صلاة الخوف، أي إذا فرغتم من الصلاة فاذكروا الله بالقلب واللسان، على أي حال كنتم قياما وقعودا وعلى جنوبكم وأديموا ذكره بالتكبير والتهليل والدعاء بالنصر لا سيما في حال القتال. ونظيره {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون الأنفال 45 ويقال فإذا قضيتم الصلاة بمعنى إذا صليتم في دار الحرب فصلوا على الدواب، أو قياما أو قعودا أو على جنوبكم إن لم تستطيعوا القيام، إذا كان خوفا أو مرضا، كما قال تعالى في آية أخرى: {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} البقرة 239 وقال قوم هذه الآية نظيرة التي في آل عمران ، فروي أن عبدالله بن مسعود رأى الناس يضجون في المسجد فقال ما هذه الضجة؟ قالوا أليس الله تعالى يقول {فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم}؟ قال إنما يعني بهذا الصلاة المكتوبة إن لم تستطع قائما فقاعدا، وإن لم تستطع فصل على جنبك، فالمراد نفس الصلاة، لأن الصلاة ذكر الله تعالى، وقد اشتملت على الأذكار المفروضة والمسنونة، والقول الأول أظهر، قال تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلا} النساء 142 قال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية قوله تعالى {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} أي يصلون مراءاة وهم متكاسلون متثاقلون، لا يرجون ثوابا ولا يعتقدون تركها عقابا. وفي صحيح الحديث: (إن أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح) فإن العتمة تأتي وقد أتعــبهم عمل النهار فيثقل عليهم القيام إليها، وصلاة الصبح تأتي والنوم أحب إليهم من مفروح به، ولولا السيف ما قاموا، والرياء: إظهار الجميل ليراه الناس، لا لاتباع أمر الله، وقد تقدم بيانه، ثم وصفهم بقلة الذكر عند المراءاة وعند الخوف، وقال صلى الله عليه وسلم ذاما لمن أخر الصلاة (تلك صلاة المنافقين - ثلاثا - يجلس أحدهم يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان - أو - على قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا) رواه مالك وغيره، فقيل وصفهم بقلة الذكر لأنهم كانوا لا يذكرون الله بقراءة ولا تسبيح، وإنما كانوا يذكرونه بالتكبير، وقيل وصـفه بالقلة لأن الله تعالى لا يقبله، وقيل لعدم الإخلاص فيه وهنا مسألتان الأولى بين الله تعالى في هذه الآية صلاة المنافقين، وبينها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فمن صلى كصلاتهم وذكر كذكرهم لحق بهم في عدم القبول، وخرج من مقتضى قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} (المؤمنون 1) وسيأتي اللهم إلا أن يكون له عذر فيقتصر على الفرض حسب ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم. للأعرابي حين رآه أخل بالصلاة فقال له: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم أركع حتى تطمئن راكعا ثم أرفع حتى تعتدل قائما ثم أسجد حتى تطمئن ساجدا ثم أرفع حتى تطمئن جالسا ثم أفعل ذلك في صلاتك كلها). رواه الأئمة. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن). وقال: (لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه. الركوع والسجود)، أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم، يـرون أن يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود، قال الشافعـي وأحمد وإسحاق من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فصلاته فاسدة، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود)، قال ابن العربي وذهب ابن القاسم وأبو حنيفة إلى أن الطمأنينة ليست بفرض، وهي رواية عراقية لا ينبغي لأحد من المالكيين أن يشتغل بها. وقد مضى في (البقرة) هذا المعنى.
وللحديث بقية
أحمد عبد المالك
.........................................
ذكــر الـحـبـيـب
قال تعالى : {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الاْرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} (الجمعة 10) قال الإمام القرطبي في تفسيره:
قوله تعالى: {فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} هذا أمر إباحة؛ كقوله تعالى: {وإذا حللتم فاصطادوا} (المائدة: 20) يقول: إذا فرغتم من الصلاة فانتشروا في الأرض للتجارة والتصرُّف في حوائجكم. {وابتغوا من فضل الله} من رزقه. وكـان عراك بن مالك إذا صلى الجمعــة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: اللهم إني أجبتُ دعوتك، وصليتُ فريضتك، وانتشرتُ كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين. وقال جعفر بن محمد في قوله تعالى: {وابتغوا من فضل الله} إنه العمل في يوم السبب. وعن الحسن بن سعيد بن المسيب: طلب العمل. وقيل: التطوع. وعن ابن عباس: لم يؤمروا بطلب شيء من الدنيا؛ إنما هو عيادة المرضى وحضور الجنائز وزيارة الأخ في الله تعالى. {واذكروا الله كثيرا} أي بالطاعة واللسان، وبالشكر على ما به أنعم عليكم من التوفيق لأداء الفرائض. {لعلكم تفلحون} كي تفلحوا. قال سعيد بن جبير: الذكر طاعة الله تعالى، فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه. فليس بذاكر وإن كان كثير التسبيح. وقد مضى هذا مرفوعا في (البقرة).
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } (الأحزاب 41 )
قال الإمام الطبري في تفسيره:يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرا كثيرا، فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حال من أحوال طاقتكم ذلك {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا له غدوة صلاة الصبح، وعشيا صلاة العصر.وقوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} يقول تعالى ذكره: ربكم الذي تذكرونه الذكـر الكثير، وتسبحونه بكرة وأصيلا، إذا أنتم فعلتم ذلك، الذي يرحمكم، ويثني عليكم هو، ويدعو لكم ملائكته. وقيل: إن معنى قوله: {يصلي عليكم وملائكته} يشيع عنكم الذكر الجميل في عباد الله. وقوله: {ليخرجكم من الظلمات إلى النور} يقول: تدعو ملائكة الله لكم، فيخرجكم الله من الضلالة إلى الهدي، ومن الكفر إلى الإسلام. وفي تفسير نفس الآية قال الإمام السيوطي في تفسيره (الدر المنثور في التفسير بالمأثور): قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}. أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} يقول: لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه، ولم يعذر أحـدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فقال: اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم، بالليل والنهار، في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وسبحوه بكرة وأصيلا، فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته. قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} قال: باللسان، بالتسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا لله بكرة بالغداة، وأصيلا بالعشىِّ.
أحمد عبد المالك .................................
الـجـهـر بـالـذكــر
ما أعظم ذكر الله من عبادة تقرب العبد من الله وتفتح له باب رحمة الله. هذا الذكر الذي لم يعذر الله في عدم أدائه أحداً إلا في حالة عدم تمام العقل، ولا حد لصاحبه فقد أمر الله الإنسان أن يكون ذاكراً لله في كل أحواله، وكما علمنا في الفصول السابقة أن الذكر منه الخفي ومنه الجهري. فهل يجوز الجهر بالذكر أم في الجهر بالذكر كراهة؟ هل الجهر بالذكر رياء أم أن الجهر بالذكر سنة فعلها رسول الله وصحابته رضي الله عنهم؟.
جهر الصوفية بالذكر في المساجد سؤال طُرحَ كثيراً على علماء الأمة ومنهم من جَوَّزه ومنهم من استحبه ومنهم من قال أنه قد يكره في بعض أحوال وقد تناول العلماء هذا في كتب مطولة وجاء الإمام السيوطي فألّف رسالة أجمل فيها كل ما فصل في هذا الموضوع وحرص على الأمانة العلمية. تم نقلها في هذا الباب كما هي ثمَّ ذيَّل هذا الفصل بآراء العلماء في الجهر بالذكر، ويعتبر رأي كل عالم خلاصة الكتاب أو الباب الذي تكلم فيه في هذا الموضوع. وتم ذكر اسم الكتاب الأصلي الذي تكلم فيه العالم وذلك لمن أراد تفصيل ما أجمله العالم في تكوين رأيه وفتواه.
حكمة الجهر بالذكر: عن أبي قتادة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج ليلة فإِذا هو بأبي بكر يصلي يخفض من صوته قال: ومرَّ بعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعاً صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبي بكر : يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك قال: قد أسمعتُ من ناجيت يارسول اللّه، قال: وقال لعمر: مررت بك وأنت تصلي رافعاً صوتك قال: فقال يارسول اللّه أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان. زاد الحسن في حديثه: فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئاً وقال لعمر: اخفض من صوتك شيئاً.سنن أبي داود وفي البخاري: أيقظ عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالتكبير. مروره صلى الله عليه وسلم بأبي بكر وهو يخافت وعمر وهو يجهر وبلال وهو يقرأ فيتعين الجهر بالذكر لطرد الوساوس والمشاغل الدنيوية وإزالة صدأ الغفلة حيث تتعذر مناجاة الله سراً ولا غرابة في هذا إذا كان رسول الله قد أقره.
وقال (ص) (ذاكر الله في الغافلين كالمجاهد في سبيل الله) رواه البيهقي. وقال تعالى {وجاهدوا في الله حق جهاده} الحج قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم كما قال اتقوا الله حق تقاته وقوله هو اجتباكم أي يا هذه الأمة إنَّ الله اصطفاكم واختاركم على سائر الأمم وفضَّلكم وشرَّفكم وخصكم بأكرم رسول وأكمل شرع. وقال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} العنكبوت قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يعني الرسول وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين لنهدينهم سبلنا أي لنبصرهم سبلنا أي طرقنا في الدنيا والآخرة.
وقال تعالى {وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: أمر الله تعالى بالإنصات عند تلاوته إعظاماً له واحتراماً لا كما كان يتعمده كفار قريش المشركون ويتأكد ذلك في الصلاة المكتوبة إذا جهر الإمام بالقراءة. لعلك أدركت سر الجهر بالذكر عند الصوفية وأنهم ما ركزوا عليه إلا لما فيه من حكم جليلة وأهمها طرد الوساوس الشيطانية والخواطر النفسانية وخاصة للمبتدئين.
قال رسول الله (من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته وتستمع لقراءته وإن مؤمني الجن الذين يكونون في البوادي وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون لقراءته وإنه يطرد بجهره بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين).البزار عن معاذ بن جبل
أحمد عبد المالك
................................
حـِلـَـق الــذِكـــر
في الأبواب السابقة ثبت لنا استحباب الجهر بالذكر والذكر بالاسم المفرد الله.. ومن المعلوم أن الجهر في الذكر يكون غالباً في حلق الذكر، وحلق الذكر يحرص عليها الصوفية وهذا عمل يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد أورد الإمام النووي في مقدمة كتابه (الأذكار) ما نصه: اعلم أنه كما يُستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك، وسترد في مواضعها إن شاء الله تعالى، ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله: قال: حلق الذكر، فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حِلق الذكر. فإذا أتوا عليهم حفوا بهم).
وروينا في صحيح مسلم. عن معاوية أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا، قال: الله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله، ما أجلسنا إذا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يُباهي بكم الملائكة، قال الإمام النووي في شرح الحديث: إن هذا الحديث يدل على:
1) أن السادة الصحابة رضي الله عنهم أقاموا مجالس الذكر من تلقاء أنفسهم بعد ما علموا مافيها من خير.
2) أن فعلهم هذا يؤكد أن مجالس الذكر سنة حسنة وإلا ما فعلوها، لما أقرهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4) أن من مقاصد مجالس الذكر أنها صورة عملية للاعتراف بفضل الله صاحب الهداية والتوفيق والمنة، وروينا في صحيح مسلم أيضا.
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده).
وقال الإمام النووي على صحيح مسلم قوله: (إن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة معناه يظهر لهم ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم، وأصل البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهي بما له أي يفخر ويتجمل بهم على غيرهم ويظهر حسنهم)، وقد قال الإمام فخر الدين: (أما حلقةالذكر فقد جاءت في كتاب الله تعالى والسنة المطهرة، أما الكتاب العزيز ففي قوله تعالى {والذاكرين الله كثيراً والذاكرات} بطريق الجمع في كل الآي كما يؤخذ من بيان حضرة من أسند الله تعالى إلى حضرته البيان والتبيين من قوله الشريف ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله عز وجل يذكرون الله إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وفي قوله صلى الله عليه تعالى عليه (إن لله ملائة يلتمسون أهل الذكر فإذا حلقة تداعوا إليها هلموا إلى حاجتكم حتى يبلغوا العنان) الحديث تقدم بطول قريباً فراجعه غير أن هذه الرواية عند البخاري أيضاً فإذا وجدوا حلقة تداعوا إليها ومن قوله الشريف صلى الله تعالى عليه وسلم حين دخل مسجده فوجد حلقتين حلقة علم وحلقة ذكر فجلس في حلقة العلم وقال: (إنما بعثت معلما) وقدمنا قريباً الحديث القدسي من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم عن رب العزة أنه قال: (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأٍ ذكرته في خير من ملئه) والمراد بالملأ الجماعة وهي لا تكون إلا حلقة أو مستطيلة وهي هيئة الحلقة أيضاً وغير ذلك كثير وفي هذا القدر كفاية خشية الإطالة فحلقة الذكر ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع فمن ينكر ذلك فهو بعيد عن هذا أي الكتاب والسنة والإجماع، فمن هنا يظهر أن المجالس التي يجتمع فيها المسلمون لذكر الله تعالى مجالس يباهي الله تعالى بها ملائكته.. وكما أن موضوع الجهر بالذكر تعددت فيه الأقوال فإن موضوع الحركة في الذكر تردد كثيراً على ألسنة المسلمين بين الإباحة والتحريم وفي الباب التالي نتناول أقوال العلماء الأجلاء في الحركة في الذكر.
أحمد عبدالمالك ...................................
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 7:51 pm | |
| الإنشــاد والسَمــاع
استدل القائلون بإباحة الغناء بكثير من الأدلة من القرآن الكريم منها: قال تعالى: {يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير} قال بن كثير نقلاً عن الإمام الزهري وابن جريج في قوله تعالى: {يزيد في الخلق ما يشاء}. يعني حسن الصوت. ورواه عن الزهري البخاري في الأدب المفرد وقال القرطبي في تفسير الآية: إنه حسن الصوت كما ذكر بن كثير عن الزهري، وإلى هذا المعنى ذهب أكثر المفسرين كالنسفي والبيضاوي والخازن وغيرهم، وعن سيدنا أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وكان معه غلام يحدو بالنساء يقال له أنجشة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير) قال أبو قلابة: يعني ضعفة النساء وعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أيضاً قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم حادٍ يقال له أنجشة وكان حسن الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أنجش رويدك لا تكسر القوارير) قال قتادة: يعني ضعفه النساء، وقال الحافظ ابن حجر ي شرح البخاري: (قال ابن بطَّال: القوارير كناية عن النساء اللاتي على الإبل التي تساق حينئذ، فأمر عليه الصلاة والسلام الحادي بالرفق بالحداء، لأنه يحث الإبل حتى تسرع، فإذا أسرعت لم يؤمن على النساء السقوط، وإذا مشت رويداً أمن على النساء السقوط... إلى أن قـال: نقل ابن عبد البر الاتفاق على إباحة الحداء، وفي كلام بعض الحنابلة خلاف فيه ومن منعه محجوج بالأحاديث الصحيحة، ويلتحق بالحداء هنا الحداء للحجيج المشتمل على التشوق إلى الحج بذكر الكعبة وغيرها من المشاهد ونظيره ما يحرّض أهل الجهاد على القتال، وعن سيدنا أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا أبا موسى لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وعن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار بغنين، فقلت: أي صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل بدر يُفعل هذا عندكم؟... فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخّص لنا في اللهو عند العرس. أخرجه النسائي، وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجـل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة ما كان معكم لهو؟) فإن الأنصار يعجبهم اللهو) وفي رواية شريك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟ قلت: ماذا تقول؟ قال تقول:
آتيناكم... آتيناكــــم فحيانا وحياكـــــم
ولولا الذهب الأحمــر ما حلت بواديكــــم
ولولا الحنطة السـمراء ما سمنت عذاريكـــم
أخرجه البخاري في الصحيح، والحاكم، والبيهقي، والأبيات هي من بحر الهزج، وهو نوع من ......................
في السماع والـدف
عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث (يوم بعاث : يوم كان الحرب بين الأوس والخزرج قبل الإسلام، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين على الأصح ، فتح الباري لابن حجر) فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكرفانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما قال: تشتهين تنظرين؟ قلت نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي.
وفي رواية قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا) فتح الباري ، وأحمد في مسنده، ومسلم الحلبي، وابن ماجه، والنسائي في سننه.
وعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم مئة قافية من قول أمية بن أبي الصلت، كل ذلك يقول: (هيه هيه) ثم قال: (إن كان في شعره ليسلم) أخرجه مسلم، والبخاري في الأدب.
وعن سيدنا بريدة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردّك الله سالماً أن أضرب، بين يديك بالدف وأتغنى ، قال لها: (إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا) فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدُّف تحت إستها ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالساً وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدُّف) أخرجه الترمذي.
وعن سيدنا قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما بعث الله نبياً إلا حسن الصوت). أخرجه الترمذي في اشمائل، وزاد قوله: (وكان نبيكم حسن الوجه وحسن الصوت) وعند سيدنا فضالة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله أشدُّ أذناً للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاح بالقينة لقينته) أخرجه بن ماجه.
وقالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها : (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون عنده الشعر وهو يبتسم) أخرجه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح.
وعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ ببعض المدينة فإذا هو بجوار صغار يضربن بدفهن وبتغنين ويقلن:
نحن جوارٍ من بني النجا يا حبذا محمد من جــار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (الله يعلم إني لأحبكن)أخرجه بن ماجه، وقال حديث صحيح ورواته ثقات وعن عبد الله بن الزبير قال: (ما أعلم رجلاً من المهاجرين إلا قد سمعته يترنم) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ، وعن سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وابن رواحة يمشي بين يديه وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيلـه
اليوم نضر بكم على تنزيلـه
ضربا يزيل الهام عن مقيلـه
ويذهل الخليل عـن خليلـه
يا رب إني مؤمـن بقيلـه
فقال عمر رضي الله عنه: يا بن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول شعراً؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلِّ عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح ، والنسائي ، وأبو يعلي ، والبغعوي ، والبيهقي ، وأبو نعيم ، وابن حبان
....................................
الـسـماع
روى الترمذي وصححه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبدالله بن رواحة يمشي بين يديه ويقول:
خلوا بني الكفار عن سبيلـه اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليلـه
فقال عمر: يا ابن رواحة! في حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خل عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم من نضح النبل).
... قوله تعالى: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} يقول: في كل لغو يخوضون، ولا يتبعون سنن الحق؛ لأن من اتبع الحق وعلم أنه يكتب عليه ما يقوله تثبت، ولم يكن هائما يذهب على وجهه لا يبالي ما قال. نزلت في عبدالله بن الزبعرى ومسافع بن عبد مناف وأمية بن أبي الصلت. وأنهم يقولون ما لا يفعلون يقول: أكثرهم يكذبون؛ أي يدلون بكلامهم على الكرم والخير ولا يفعلونه. وقيل: إنها نزلت في أبي عزة الجمحي حيث قال:
ألا أبلغا عني النبـي محمدا ولكن إذا ذكرت بدرا وأهله
بأنك حـق والمليك حمــيد تأوه مني أعظم وجـــلود
ثم استثنى شعر المؤمنين: حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك وكعب بن زهير ومن كان على طريقهم من القول الحق؛ فقال: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا في كلامهم وانتصروا من بعد ما ظلموا وإنما يكون الانتصار بالحق، وبما حده الله عز وجل، فإن تجاوز ذلك فقد انتصر بالباطل. وقال أبو الحسن المبرد. لما نزلت: والشعراء جاء حسان وكعب بن مالك وابن رواحه يبكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: يا نبي الله! أنزل الله تعالى هذه الآية، وهو تعالى يعلم أنا شعراء؟ فقال: اقرؤوا ما بعدها {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} - الآية - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (انتصروا ولا تقولوا إلا حقا ولا تذكروا الآباء والأمهات) فقال حسان لأبي سفيان:
هجوت محمدا فأجبــــت عنه وإن أبي ووالدتي وعرضــي
أتشتمـــه ولست لـه بكـفء لساني صارم لا عيب فيـــه
وعند الله في ذاك الجـــــزاء لعرض محمد منكم وقــــاء
فشركمـــا لخيركما الفـــداء وبحـري لا تكـدره الـــدلاء
وقال كعب يا رسول الله! إن الله قد أنزل في الشعر ما قد علمت فكيف ترى فيه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن يجاهد بنفسه وسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل). وقال كعب:
جاءت سخينة كي تغالب ربها وليغلبن مغالـــب الغلاب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد مدحك الله يا كعب في قولك هذا). وروى الضــحاك عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون} منسوخ بقوله: {إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات}. قال المهدوي: وفي الصحيح عن ابن عباس أنه استثناء. انتهى كلام القرطبي.
.............................
الشعـر والمديح
وسئل مالك عن اللهو يكون فيه البوق فقال: إن كان كبيراً مشتهراً فإنى أكرهه وإن كان خفيفاً فلا بأس بذلك وقال مالك: لا بأس بالدف فى وليمة العرس.وقال أصبغ من المالكية: ولا يجوز الغناء فى العرس ولا فى غيره إلا مثل ما يقول نساء الأنصار أو رجز خفيف المفصل. ودخل الشعبى رحمة الله تعالى إلى وليمة فأقبل على أهلها فقال: ما لكم كأنكم اجتمعتم على جنازة !! أين الغناء والدف؟ إن الله عز وجل ليؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخارى ومسلم ودليل الغناء مع الدف وقت النكاح لإعلانه وتشجيعه قوله عليه الصلاة والسلام (فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت فى النكاح) الترمذى والنسائى وكذلك متفق على إباحة الدف بقوله عليه الصلاة والسلام: (أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال) ابن ماجه وفى رواية أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدفوف) الترمذى، وهو مباح فى النكاح وغيره. أى ضرب الدف روى الإمام الترمذى عن النبى صلى الله عليه وسلم ان امرأة جاءته فقالت: إنى نذرت إن رجعت من سفرك سالماً أن أضرب على رأسك بالدف فقال النبى صلى الله عليه وسلم (اوفى بنذرك) أبو داود، ولو كان مكروهاً لم يأمرها به وإن كان منذوراً المفصل وأخرج ابن ماجه عن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن:
نحن جوار من بنى النجار يا حبذا محمــد من جار
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (والله يعلم أنى أحبكن) سنن ابن ماجه.
وأخرج الترمذى عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعلنوا هذا النكاح واجعلوه فى المساجد واضربوا عليه بالدفوف) الترمذى قالوا: لا بأس يضرب الدف يوم العيد لما روى عن عائشة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان فى أيام منى تدففان وتضربان، والنبى صلى الله عليه وسلم متغـش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر فكشف النبى صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد مسلم، وتلك الأيام أيام منى. وعن عائشة قالت: دخل أبو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، البخارى ومسلم وابن ماجه، وقد نص الفقهاء على جواز الدف والضرب به لعرس، وختان، وقدوم غائب، وولادة وعبد وشفاء مريض، وغير ذلك، وإن كان فيه جلاجل لإطلاق الخبر، ودعوى أنه لم يكن فيه جلاجل تحتاج إلى إثبـاته، والجلاجل إما نحو حلق تجعل داخله كدف العرب، أو صنـوج عراض من صفر تجعل من خـروق دائرته كدف العجم وكلها جائزة، ومن قال بالكراهة فقوله مردود، وسواء ضرب به رجل أو أنثى، وتخصيصه بالنساء مردود أيضاً كما أفاده السبكى نيل الأوطار للشوكانى
وما جاء من أقوال وحكم للعلماء فـي الدف
حكى الإمام البيهقى عن شيخه الإمام الحليمى ولم يخالفه، إذا أبحنا الدف فإنما نبيحه للنساء خاصة وعبارة منهجه: وضرب الدف لا يحل لغير النساء لأنه فى الأصل من أعمالهن وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين بالنساء ونازعه السبكى فى الحلبيات بأن الجمهور لم يفرقوا بين الرجال والنساء. قال: فتفريق الحليمى بينهما ضعيف والأصل اشتراك الذكور والإناث فى الأحكام إلا ما ورد الشرع فيه بالفرقة ولم يرد هن.
وليس ذلك مما يختص بالنساء ليقال: يحرم على الرجال التشبه بهن فيه فينبه على العموم وقد جاء: (أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف). أخرجه الترمذى
وقال الإمام الغـزالى (فى الإحياء: يباح فى العرس والعيد وقدوم الغائب وكل سرور حادث.1 وهنا الدليـل واضح بقوله صلى الله عليه وسلم: (اضربوا) فالواو لجمع المذكر السالم ولو كان القصـد فقط النساء لقال: (اضربن عليه بالدفوف) فهذا ظـاهر فى الجواز للرجال والله أعلم.
........................
حـلـقــة الـذكــر
حلقة الذكر جاءت فى كتاب الله تعالى والسنة المطهرة، أما الكتاب العزيز ففى قوله تعالى ﴿والذاكرين الله كثيرا والذاكرات﴾ بطريق الجمع فى كل الآى كما يؤخذ من بيان حضرة من أسند الله تعالى إلى حضرته البيان والتبيين من قوله الشريف (ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله عز وجل يذكرون الله إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) وفى قوله صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا حلقة تداعوا إليها هلموا إلى حاجتكم حتى يبلغوا العنان) ومن قوله الشريف صلى الله عليه وسلم حين دخل مسجده فوجد حلقتين، حلقة علم وحلقة ذكر فجلس فى حلقة العلم وقال (إنما بعثت معلما) والحديث القدسى من قوله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة أنه قال (من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه) والمراد بالملأ الجماعة.
الإنشاد والمديح فى الحضرة
النشيد على الذكر من باب تشجيع الذاكر على الذكر ليجمع همته ويطرب قلبه ويتعلق بالمذكور فتتحرك الروح فى الجسد فيه ليحصل له الوجل إلى الله تعالى والخشية منه تبارك وتعالى. قال عز من قائل ﴿الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾ وقوله تعالى ﴿يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال﴾ وفى قوله تعالى ﴿وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغ﴾ وكل ذلك فى معنى التحريض والتشجيع والحث على فعل ما أمر الله تعالى عباده به.
وإليك ما رواه البخارى وغيره فى السنة المطهرة: أن الأحابيش كانوا يلعبون بالدرك فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة: (تشتهين؟ فقالت نعم، فقامت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت تنظر من على كتفه الشريف وهو يقول: هيه دونكم بنى أرفدة، فصار يشجعهم حتى قال لها حسبك؟ قالت: نعم). وفى قوله صلى الله عليه وسلم لبنى إسماعيل (ارموا فإن أباكم كان راميا) تشجيعا لهم.
وفى قوله فى حفر الخندق:
اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجـرة
فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمــدا على الإسلام ما بقينــا أبدا
ويقول كان النبى صلى الله عليه وسلم ينقل التراب فى يوم الأحزاب ويقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينـا
فانزلن سكينـة علينــا وثبت الأقدام إن لاقينـا
إن الأُلى قد بغوا علينـا وان أرادوا فتنة أبينــا
وفى قوله صلى الله عليه وسلم لأنجشه سائق الإبل التى تحمل النساء وهو يحدو عليها وهى تتحرك وتشتد فى سيرها لتحمسها بالنشيد، فقال صلى الله عليه وسلم (رويدك أنجشه رفقا بالقوارير) وهكذا كان النشيد مشجعا فى الجاهلة والإسلام حتى كان أكثره فى الحروب وفى الأفراح وفى الأعياد فهو سُنة قديمة وعادة مستقيمة لئلا تفتر الهمم وتضعف عما هى بصدده.
...........................
دوام الذكر سبيل الفكر
لا إله إلا الله
سبق الحديث عن البسملة والاستغفار، ونكمل حديثنا اليوم عن التهليل (لا إله إلا الله) فجميعها مكونة من ثلاثة أحرف وهى (ا ل هـ) بمعنى (إله) وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله) كما قال أيضا صلى الله عليه وسلم (لو أن السموات السبع والأراضين السبع فى كفة مالت بهن لا إله إلا الله) للنسائى وابن حبان، وفيما أخرجه البخارى عن أبى سعيد الخدرى قال قال صلى الله عليه وسلم (قال موسى عليه السلام: يارب علمنى شيئا أذكرك به وأدعوك به، قال: ياموسى قل لا إله إلا الله، قال يارب كل عبادك يقولون هذا، إنما أريد شيئا تخصنى به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع والأراضين السبع فى كفة مالت بهن لا إله إلا الله) وقال صلى الله عليه وسلم (جددوا إيمانكم وأكثروا من قول لا إله إلا الله) للإمام أحمد والحاكم وقد قال صلى الله عليه وسلم (يا أبا هريرة لقن الموتى شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب هدما، قلت يا رسول الله هذا للموتى فكيف للأحياء؟ قال صلى الله عليه وسلم : هى أهدم وأهدم) وعن أبى الدرداء قال قال صلى الله عليه وسلم (ليس من عبد يقول لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر) الطبرانى فى الكبير.
يا دايم
الاسم (الدايم) ليس من الأسماء الحسنى ولكنه اسم يفيد الديمومية بمعنى الاستمرارية، وصفة الاستمرار صفة لازمة وسارية فى كل الأسماء الحسنى فيكون الذكر بهذا الاسم يشمل الذكر بالأسماء الإلهية جميعها، ولأن لكل شيخ اسم من الأسماء يختص به فكان اختصاص سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه بهذا الاسم لأنه السارى فى كل الأسماء.
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جميع النوافل وردت عن النبى صلوات ربى وسلامه عليه إلا الصلاة على الحبيب فهى النافلة الوحيدة التى أمرنا الله بها، بل بدأ بنفسه سبحانه قبل أن يأمرنا بها، فقال ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليم﴾ وفيما أخرج البيهقى عن سيدنا أنس أنه قال، قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا علىّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علىّ صلاة صلى الله عليه عشرا) وللبيهقى عن الصحابى الجليل أبى أمامة قال قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا من الصلاة علىّ فى كل يوم جمعة فإن صلاة أمتى تعرض علىّ فى كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علىّ صلاة كان أقربهم منى منزلة) وللطبرانى عن سيدنا أنس قال قال صلى الله عليه وسلم (من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ومن صلى على عشر صلى الله عليه مائة ومن صلى على مائة كتب الله بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه يوم القيامة مع الشهداء) وفيما أخرجه الإمام أحمد والديلمى عن سيدنا أنس قال قال صلى الله عليه وسلم (من صلى علىّ فى يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده فى الجنة) وفيما أخرج البيهقى عن سيدنا أنس قال قال صلى الله عليه وسلم (إن أقربكم منى يوم القيامة فى كل موطن أكثركم علىّ صلاة فى الدنيا، من صلى علىّ فى يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله فى قبرى كما تدخل عليكم الهدايا يخبرنى بمن صلى على باسمه ونسبه إلى عشيرته فأثبته عندى فى صحيفة بيضاء) وفيما أخرج الديلمى عن سيدنا الإمام على كرم الله وجهه قال قال صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة خلقوا من النور لا يهبطون إلا ليلة الجمعة ويوم الجمعة بأيديهم أقلام من ذهب ودوى من فضة وقراطيس من نور لا يكتبون إلا الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم) وأخرج الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف قال (خرج رسول الله فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود حتى ظننت أن الله قد قبض نفسه فيه فدنوت منه فرفع رأسه، قال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن، قال: ما شأنك؟ قلت: يا رسول الله سجدت سجدة حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال: إن جبريل آتانى فبشرنى فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه) وفى رواية أخرى أزاد (فسجدت لله شكرا) وقال صلى الله عليه وسلم (إنى رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتى يزحف على الصراط مرة ويحبو مرة ويتعلق مرة فجاءته صلاته علىّ فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاوزه) للطبرانى، وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم (زينوا مجالسكم بالصلاة علىّ فإن صلاتكم علىّ نور لكم يوم القيامة) للديلمى، وقال صلى الله عليه وسلم (شقى عبد ذكرت عنده فلم يصل علىّ) للطبرانى وعن عبد الله بن جراد قال (شهدت النبى صلى الله عليه وسلم يقول حجوا الفرائض فإنها أعظم أجرا من عشرين غزوة فى سبيل الله وإن الصلاة علىّ تعدل ذلك كله) للديلمى.
اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدى يا حبيب الله وعلى آله وصحبه وسلم الطيبين الأخيار.
.....................
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 7:56 pm | |
| الذكر والشيطان
لو كُشف لإنسان لرأى الشيطان يركبه كما يركب أحدكم دابته ويصرفه كما يشاء طول الليل والنهار كلما غفل وينزل عنه كلما ذكر. وإذا غفل الإنسان عن الذكر واستحوذ الشيطان عليه وصار قلبه جيفة يلتقمها الشيطان فيقسو بذلك قلبه، قوله تعالى {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} المجادلة 19 وهذه عقوبة شنيعة لأن صاحبها يكون من الخاسرين لكونه أصبح من حزب الشيطان وما أصعب خسران الدين، والسبب في هذا أن نسيان ذكر الله تعالى سبب في التقام الشيطان لقلب بن آدم كما يلتقم الكلب الجيفة القذرة.يقول رسول الله (إن الشيطان يلتقم قلب بن آدم كما يلتقم الكلب الجيفة فإذا غفل عن ذكر الله ولغ الشيطان وإذا ذكر الله خنس الشيطان) رواه بن أبى الدنيا، وإذا ما وصل الشيطان لهذا الالتقام فماذا إذن بعد ذلك إلا قسوة القلوب والويل لصاحب القلب القاسي، وذلك قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} الزمر 22 وهذا يوضح لنا أن الذكر هو الذي يذهب القسوة من القلوب وينجي من الويل ويكون الذاكر هو الناجي من التقام الشيطان لقلبه فيكون الذكر هو الوسيلة لعدم الغفلة.. ويوضح ذلك قول الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور في التفسير بالمأثور للآية الكريمة { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} ما نصه: أما قوله تعالى: {فويل للقاسية قلوبهم} أخرج الترمذي وابن مردويه وابن شاهين في الترغيب في الذكر في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله ذو القلب القاسي)، وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد رضي الله عنه أن عيسى عليه السلام أوصى إلى الحواريين: أن لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم. قال بن عباس: الشيطان جاثم على قلب بن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله تعالى خنس أي كف وانقبض رواه الترمذى.
مـن عـظيـم جـزاء الـذكـر
إن الله جلت قدرته قد أمر في كثير من آيات القرآن ولذا أمر النبي في كثير من أحاديثه بالذكر وجعل الله للذاكرين عظيم الفضل على أن لبوا نداءه سبحانه وتعالى وأمضوا جلَّ وقتهم ولسانهم رطب بذكر الله ولعظمة هذا الجزاء الذي أعده الله لعباده الذاكرين فإنه يصعب بل قد يستحيل حصره ولكنا بفضل الله ورسوله نتعرض بالإيضاح لبعض هذا الفصل.
اذا ذكرت الله ذكرك الله
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولذكر الله أكبر} قال: ولذكر الله لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم اياه،ومن جزيل فضل الله على الذاكرين أن جعل جزاءهم أن يذكرهم الله في الملأ الأعلى قوله (وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) قال الإمام بن حجر العسقلاني عند شرحه للحديث: قال بعض أهل العلم يستفاد منه أن الذكر الخفي أفضل من الذكر الجهري والتقدير إن ذكرني في نفسه ذكرته بثواب لا أطلع عليه أحدا وإن ذكرني جهرا ذكرته بثواب أطلع عليه الملأ الأعلى. فتح الباري للعسقلاني.
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده.
وبهذا الذكر تطمئن قلوب الذاكرين بذكر الله تعالى لهم الآية {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} (البقرة 152)، وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة قال: (قال رسول الله يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وأخرج أحمد والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس أن رسول الله قال: (قال الله عز وجل: يا ابن آدم إذا ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة. أو قال: في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك بهرولة)، وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ذكره: لا يذكرني أحد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي، ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى، وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر والبزار والبيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم وأكثر). ..................................... ذكر الله أعظم أنواع الشكر
أخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم عن أبي هرير عن النبي (يقول الله يا ابن آدم إنك إذا ماذكرتني شكرتني، وإذا ما نسيتني كفرتني)،أخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد بن أسلم. أن موسى عليه السلام قال: يا رب أخبرني كيف أشكرك؟ قال تذكرني ولا تنساني، فإن ذكرتني شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني.ذكرك الله يدخلك فى ظل الله يوم القيامه،وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه).
قال امام المتقين سيدنا على رضى الله عنه أن الله تعالى جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوثره الصمم وتبصر به بعد العشوة وتنقاد به بعد المعاناه. .............................
الذاكرون هم أهل الفتوى في دين الله تعالى
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلا رجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل 34 قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: قال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} الآية وقال {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} يعني أهل الكتب الماضية أبشرا كانت الرسل إليهم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أنكرتم وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد رسولا. قال تعالى وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ليسوا من أهل السماء كما قلتم وكذا روي عن مجاهد عن ابن عباس أنَّ المراد بأهل الذكر أهل الكتاب وقاله مجاهد والأعمش وعبدالرحمن بن زيد: الذكرهو القرآن واستشهد بقوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وهذا صحيح لكن ليس هو المراد ههنا لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إليه وكذا قول أبي جعفر الباقر نحن أهل الذكر ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح فإن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السابقة. وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبدالله بن عباس وأبي جعفر الباقر وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وعرف لكل ذي حق حقه ونزل كلٌّ المنزل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين...
............................. فـضـل الـذكـر
الذكر جبر للعبادات
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسَّنه وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصحَّحه والبيهقي عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كَثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أستنُّ به، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
في النهي عن الفحشاء والمنكر
قولـه تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون} (العنكبوت 54) قال الإمام النسفي عند تفسيره لهذه الآية بعد كلام طويل: - (... وذكر الله أكبر من أن تلقى معه معصية أو ذكر الله أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من غيره).
وقال بن كثير عند تفسيره هذه الآية بعد كلام طويل: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ، فقال: إن فلاناً يصلِّي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: إنه سينهاه ما تقول وتشتمل الصلاة أيضاً على ذكر الله تعالى ولذكر الله أكبر أي أعظم من الأول.وقال أيضاً الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية: في قول الله عزَّ وجل ولذكر الله أكبر... قال: ذكر الله إيَّاكم أكبر من ذكركم إياه وقيل ذكركم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضل من كل شيء وقيل المعنى أن ذكر الله أكبر مع المداومة من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر
ويتضح من خلال عرض كلام علماء التفسير في تفسير هذه الآية أن الذكر لا يضاهى في قوته في النهي عن الفحشاء والمنكر.
يغبطهم الأنبياء والشهداء
وأخرج الطبراني عن عمرو بن عبسة سمعت رسول الله يقول: عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشي بياض وجوهم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه.
زينة المساجد
قال الخرائطي في الشكر عن خليد العقري قال: إن لكل بيت زينةً، وزينةُ المساجد الرجال على ذكر الله.
أعظم منة من الله
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذر عن النبي قال ما من يوم وليلة إلا ولله عز وجل فيه صدقة مَنَّ بها على من يشاء من عباده، وما من الله على عبد بأفضل من أن يُلهمَه ذكره.
أشد الأعمال عند الله
وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر قال: قال رسول الله أشدُّ الأعمال ثلاثة، ذكر الله على كل حال، والإنصاف من نفسك، والمواساة في المال.بيوت ومنازل الذاكرين تضئ لأهل السماء كالكواكب لأهل الأرض وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما يضيء الكوكب لأهل الأرض.
الذكر يقَوِّى على السهر للعبادة وعلاج للبخل ومواجهة العدو:
وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله (من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وحين غدرَ العدوُّ أن يجاهده فليُكثر ذكر الله).
وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصحَّحه والبيهقي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفـــاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقـــوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله).
الذكر والجهاد
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن النبي أنه كان يقولإن لكل شيء صِقالة وإن صِقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضربَ بسيفِه حتى ينقطع.
الذكر والصدقة
وأخرج الطبراني عن أبي موسى قال: قال رسول الله (لو أن رجلا في حجره دراهم يقَسِّمها وآخر يذكر الله لكان الذاكر لله أفضل).
الذكر وعتق الرقاب
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لأبي الدرداء: إن الرجل أعتق مائة نسمة قال: إن مائة نسمة من مال رجل لكثير، وأفضلُ من ذلك إيمانٌ ملزومٌ بالليل والنهار أنْ لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله
.........................
| |
|
| |
أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم .:: الإدارة العامة للمنتدي ::.
عدد المساهمات : 3139 النقاط : 5401 تاريخ التسجيل : 14/06/2009 الاقامة : الدامر / حي الكنوز
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر السبت ديسمبر 05, 2009 8:37 pm | |
|
قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون}الأنفال 45 قال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية قوله تعالى {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} للعلماء فـي هذا الذكر ثلاثة أقوال:
الأول: اذكروا الله عند جزع قلوبكم، فإن ذكره يعين على الثبات فـي الشدائد.
الثاني: اثبتوا بقلوبكم، واذكروه بألسنتكم، فإن القلب لا يسكن عند اللقاء ويضطرب اللسان، فأمر بالذكر حتى يثبت القلب على اليقين، ويثبت اللسان على الذكر، ويقول ما قاله أصحاب طالوت {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} (البقرة 250) وهذه الحالة لا تكون إلا عن قوة المعرفة، واتقاد البصيرة، وهي الشجاعة المحمودة فـي الناس.
الثالث: اذكروا ما عندكم من وعد الله لكم فـي ابتياعه أنفسكم ومثامنته لكم قلت والأظهر أنه ذكر اللسان الموافق للجنان. قال محمد بن كعب القرظي: لو رخص لأحد فـي ترك الذكر لرخص لزكريا، يقول الله عز وجل {ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا}آل عمران 41 ولرخص للرجل يكون فـي الحرب، يقول الله عز وجل {إذا لقيتم فئة فاثبوا واذكروا الله كثيرا} وقال قتادة: افترض الله جل وعز ذكره على عباده، أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف. وحكم هذا الذكر أن يكون خفيا، لأن رفع الصوت فـي مواطن القتال رديء مكروه إذا كان الذاكر واحدا. فأما إذا كان من الجميع عند الحملة فحسن، لأنه يفت فـي أعضاد العـــــدو. قــال تعالى {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}الأحزاب 35.
قال الإمام الطبري فـي تفسيره:القول فـي تأويل قوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصدقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثير والذاكرات أعد...}
يقول تعالى ذكره: إن المتذللين لله بالطاعة والمتذللات، والمصدقين والمصدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أتاهم به من عند الله، والقانتين والقانتات لله، والمطيعين لله والمطيعات له فيما أمرهم ونهاهم، والصادقين لله فيما عاهدوه عليه والصادقات فيه، والصابرين لله فـي البأساء والضراء على الثبات على دينه، وحين البأس والصابرات، والخاشعة قلوبهم لله وجلا منه ومن عقابه والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، وهم المؤدون حقوق الله من أموالهم والمؤديات، والصائمين شهر رمضان الذي فرض الله صومه عليهم والصائمات، الحافظين فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، والحافظات ذلك إلا على أزواجهن إن كن حرائر، أو من ملكهن إن كن إماء، والذاكرين الله بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم والذاكرات، كذلك أعد الله لهم مغفرة لذنوبهم، وأجرا عظيما: يعني ثوابا فـي الآخرة على ذلك من أعمالهم عظيما، وذلك الجنة.
....................................
ذكر الحبيب الحركة فـي الذكر (التمايل)
الحركة في الذكر أمر تناوله علماء الإسلام ما بين الإباحة والتحريم والتقييد بشروط وما زال للعلماء تضاد في فتواهم للآن ولكن الحركة في الذكر لها أدلة وشواهد كثيرة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء الأجلاء.
كذا رأي أصحاب المذاهب في ذلك وبعد عرض هذه الأدلة في هذا الباب يظهر لك واضحاً جلياً أيها القارئ الكريم أنه لا كراهة البتة في التمايل في ذكر الله تعالى بل وقد يظهر أيضاً أن التمايل أثناء ذكر الله تعالى أمر مستحب كما أنه أمر لا إرادي.
الجبل يهتز فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم: وورد في صحيح البخاري أن النبي صعد أحدا يوماً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فاهتز الجبل فرحاً وتحرك طرباً وزهواً بمن عليه فضرب رسول الله برجله وقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أحد جبل يحبنا ونحبه) البخاري ومسلم فالجبل وهو حجر أصم فرح فاهتز بوقوف رسول الله وصحابته الكرام رضوان الله عليهم فكيف الحال مع المؤمن الصادق الذي أحب ذكر ربه ووله به واستولى الحب الإلهي على قلبه ألا يهتز فرحاً بذكر الله تعالى!! فالروح تهتز طرباً بسماعها القرآن، وهناك حركة لا إرادية يصاب بها قارئ القرآن وإلا لما اهتزازه وهو يقرأ كتاب الله أو ما الداعي لهذا الاهتزاز. ذلك أن الروح الطاهرة التي خلقها الله ووضعها في الإنسان تفرح بكلام الله وبأسماء الله فتهتز وما لمنا يوماً على قارئ القرآن لاهتزازه.. وقراءة القرآن ذكر فما بالنا نلوم على الذاكر في اهتزازه اللاإرادي. قال تعالى{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون} البقرة 74 .
قال الإمام القرطبي في تفسير الآية: قوله تعالى: وإن منها لما يهبط من خشية الله يقول إن من الحجارة ما هو أنفع من قلوبكم، لخروج الماء منها وترديها. قال مجاهد: ما تردى حجر من رأس جبل، ولا تفجر نهر. من حجر، ولا خرج منه ماء إلا من خشية الله، نزل بذلك القرآن الكريم. ومثله عن ابن جريج. وقال بعض المتكلمين في قوله: وإن منها لما يهبط من خشية الله: البرد الهابط من السحاب. وقيل: لفظة الهبوط مجاز، وذلك أن الحجارة لما كانت القلوب تعتبر بخلقها، وتخشع بالنظر إليها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة، أي تبعث من يراها على شرائها. وحكى الطبري عن فرقة أن الخشية للحجارة مستعارة، كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله: يريد أن ينقض، وكما قال زيد الخيل:
لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع
وذكر ابن بحر أن الضمير في قوله تعالى: {وإن منها} راجع إلى القلوب لا إلى الحجارة أي من القلوب لما يخضع من خشيه الله. قلت: كل ما قيل يحتمله اللفظ، والأول صحيح، فإنه لا يمتنع أن يعطى بعض الجمادات المعرفة فيعقل، كالذي روي عن الجذع الذي كان يستند إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب، فلما تحول عنه حن، وثبت عنه أنه قال: (إن حجرا كان يسلم عليَّ في الجـاهلية إني لأعرفه الآن).
وكما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال لي ثبير اهبط فإني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله). فناداه حراء: إليَّ يا رسول الله. وفي التنزيل: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال} الأحزاب: 72 الآية. وقال: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} الحشر: 21 يعني تذللا وخضوعا، وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة سبحان إن شاء الله تعالى.
............................ منقول للامانة العلمية (جريدة رايات العز ) ..... رابط الموضوع الاصلي لمن اراد المزيد : http://www.rayat-alizz.com/archive2.htm
وبالتوفيق ان شاء الله ودمتم في امان الله وحفظه .......
| |
|
| |
مجذوب احمد قمر كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 433 النقاط : 566 تاريخ التسجيل : 22/10/2009 الاقامة : الدامر
| موضوع: رد: ملف كامل في الذكر الأحد ديسمبر 06, 2009 2:13 am | |
| صمت اللسان عن التعبير اجمل مافي الدنيا هو الذكر مشكور احمد علي هذه المعلومات التي كنت افتقدها | |
|
| |
| ملف كامل في الذكر | |
|