شكراً الاخ الغالي مجذوب علي تناولك لهذا الامر ....ولكن ارجو ان تسمح لي بان اقول لك لاتنقل قول من جزم علي امر فيه اختلاف للعلماء فما نقلته هنا عن البسملة هو قول من جزم انها اية من القران وفي حين ان هناك اقول للعلماء تخالف فكان من الاولي ان نورد اقوال جميع العلماء في هذا الامر المختلف فيه...فاسمح لي اخي الكريم بان اورد اقوال العلماء في البسملة هل هي اية من الفاتحة ام لا بقدر المستطاع :
إعلم أن السلف قد اختلفوا في ذالك اختلافا كثيرا فذهب الشافعي وجماعة من العلماء إلى أنها أية من الفاتحة ومن كل سورة في أولها سوى سورة براءة وهو قول ابن عباس وابن عمر وابي هريرة وسعيد بن جبير وعطاء وابن المبارك وأحمد في إحدى الروايتين عنه وإسحاق ونقل البيهقي هذا القول عن علي بن أبي طالب و الزهري والثوري ومحمد بن كعب وذهب الأوزاعي ومالك وابو حنيفة إلى أن البسملة ليست أية من الفاتحة زاد ابو داوود ولا من غيرها من السور وإنما هي بعض أية في سورة النمل وإنما كتبت للفصل والتبرك قال مالك فلا يستفتح بها في الصلاة المفروضة وللشافعي أنها ليست من السور مع القطع أنها من الفاتحة فأما حجة من منع كون البسملة أية من الفاتحة ولا من غيرها فحديث أنس المشهور المخرج في الصحيحين وحديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين قالوا ولأن أول ما نزل به جبريل عليه السلام إقرأ باسم ربك الذي خلق ولم يذكر البسملة منها قالوا ولأن محل القرأن لا يثبت إلا بالتواتر والاستفاضة ولأن الصحابة أجمعوا على عدد كثير من السور منها سورة الملك ثلاثون أية وسورة الكوثر ثلاث آيات وسورة الإخلاص أربع أيات فلو كانت البسملة منها لكانت الأيات خمسا وأما حجة من ذهب إلى اثباتها في أوائل السور من جهة النقل بعقد صح عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في أول الفاتحة في الصلاة وعدها أية منها وعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم قال هي فاتحة الكتاب قيل فأين السابعة قال بسم الله الرحمن الرحيم أخرجهما ابن خزيمة وروي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فصل السور وفي رواية انقضاء السور حتى نزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم أخرجه ابوداوود والحاكم في مستدركه وقال فيه أنه صحيح على شرط الشيخين وروى الدارقطنى عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأتم الحمد لله فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى أياتها قال الدارقطنى ورجال إسناده كلهم ثقات وروى الدارقطنى أيضا عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى أخر السورة يقطعها أية أية ويعدها عد الاعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم ولم يعد عليهم وأخرج مسلم في إفراده عن أنس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا اذ غفا غفوة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي أنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا اعطيناك الكوثر الحديث قال البيهقي أحسن ما احتج به أصحابي في أن بسم الله الرحمن الرحيم من القرآن وأنها من فواتح السور سوى سورة براءة ما رويناه في جمع الصحابة كتاب الله عز وجل في المصاحف وأنهم كتبوا فيها بسم الله الرحمن الرحيم على رأس كل سور سوى سورة براءة فكيف يتوهم متوهم أنهم كتبوا فيه مئة وثلاث عشرة أية ليست من القرآن وقد علمنا بالروايات الصحاح عن ابن عباس أنه كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم أية من الفاتحة وروى الشافعي عن ابن عمر أنه كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم في أم القرآن و لا في السورة التي بعدها زاد غيره عنه كان يقول لما كتبت في المصحف لم لم تقرأ وروى الشافعي عن ابن عباس أنه كان يفتتح الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم ويقول انتزع الشيطان منهم خير أية في القرآن وفي إفراد البخاري من حديث أنس أنه سئل كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت بهذه الأدلة الصحيحة الواضحة أن البسملة من الفاتحة ومن كل موضع ذكرت فيه وقد اجتمع الصحابة وإجماعهم حجة على إثباتها في المصاحف وأنهم طلبوا بكتابة المصاحف تجريد كلام الله عز وجل المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قرآنا وتدوينه بأن لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولهذا لم يكتبوا فيه لفظة آمين وإن كان قد ثبت بأنه يقولها بعد الفاتحة فلو لم تكن البسملة من القرآن في أوائل السور لما كتبوها ولكان حكمها حكم آمين .إنتهى المراد منه
هذا ما تيسر لي في هذا الشان وليعذر القارء زلتي وليستر المتصفح هفوتي وجهلي وعثرتي .
كتب هذا عبيد ربه وأسير كسبه محمد بن محمد الرقادي الكنتي
وهذا قول اخر:
قال الباقلاني : " لو كانت التسمية من القرآن لكان طريق إثباتها إما التواتر أو الآحاد، و الأول باطل، لأنه لو ثبت بالتواتر كونها من القرآن لحصل العلم الضروري بذلك، ولامتنع وقوع الخلاف فيه بين الأمة ، و الثاني أيضا باطل، لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن فلو جعلناه طريقا إلى إثبات القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية و لصار ذلك ظنيا، و لو جاز ذلك لجاز ادعاء الروافض أن القرآن دخله الزيادة و النقصان و التغيير و التحريف". (انتهى كلام الباقلاني).
و هو كلام وجيه و الأقيسة الاستثنائية التي طواها في كلامه واضحة لمن له ممارسة للمنطق و شرطياتها لا تحتاج للاستدلال لأنها بديهية من الشريعة فلا حاجة إلى بسطها.
زاد أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن فقال: " يكفيك أنها ليست من القرآن الإختلاف فيها، و القرآن لا يختلف فيه".
و زاد عبد الوهاب فقال: " " إن رسول الله بين القرآن بيانا واحدا متساويا، و لم تكن عادته في بيانه مختلفة بالظهور و الخفاء حتى يختص به الواحد و الإثنان. و لذلك قطعنا بمنع أن يكزن شيء من القرآن لم ينقل إلينا، و أبطلنا قول الرافضة: إن القرآن حمل جمل عند الإمام المعصوم المنتظر. فلو كانت البسملة من الحمد لبينها رسول الله بيانا شافيا" إنتهى كلامه.
و قال ابن العربي في العارضة: " إن القاضي أبا بكر بن الطيب لم يتكلم في الفقه إلا في هذه المسألة خاصة أنها متعلقة بالأصول ".
من كتاب الفقه المالكي و أدلته للحبيب بن طاهر
وهذا قول:
يقول الله تعالى:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ", ويقول الله سبحانه وتعالى:"ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى "...فهذا يبين لنا أن القرآن الذي بين أيدينا لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل,والقرآن وصلنا عن طريق التواتر,والتواتر هو الخبر اليقين,وكل خبر غير يقين يعتريه الظن,وكل خبر يختلف فيه فهو غير يقين, والبسملة أُختلف فيها وهذا يعني أن خبرها ليس يقينًا....قال الباقلاني:" لو كانت التسمية من القرآن لكان طريق إثباتها إما التواتر أو الآحاد، والأول: باطل لأنه لوثبت بالتواتر كونها من القرآن لحصل العلم الضروري بذلك ولامتنع وقوع الخلاف فيه بين الأُمَّة، والثاني: أيضاً باطل لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن فلو جعلناه طريقاً إلى إثبات القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية، ولصار ذلك ظنياً، ولو جاز ذلك لجاز ادعاء الروافض أن القرآن دخله الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف» ا هـ
وقال إبن العربي في كتابه «أحكام القرآن» : يكفيك أنها ليست من القرآن الاختلافُ فيها، والقرآن لا يُختلف فيه ا هـ.
وزاد عبد الوهاب فقال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القرآن بياناً واحداً متساوياً ولم تكن عادته في بيانه مختلفة بالظهور والخفاء حتى يختص به الواحد والاثنان؛ ولذلك قطعنا بمنع أن يكون شيء من القرآن لم ينقل إلينا وأبطلنا قول الرافضة إن القرآن حِمْل جَمَل عند الإمام المعصوم المنتظر فلو كانت البسملة من الحمد لبيّنها رسول الله بياناً شافياً» ا هـ
وهناك بعض الأدلة من السنة على عدم ذكر آية البسملة كونها آية من كل سورة, مثال ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام:"قال الله تعالى قسمت الصلاة نصفين بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: { الحمد لله رب العالمين } ، فأقول: حمدني عبدي "
وحديث أُبيّ بن كعب في «الموطأ» و«الصحيحين» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ألا أعلمك سورة لم يُنْزَل في التوراة ولا في الإنجيل مثُلها قبل أن تخرج من المسجد " قال: بلى، فلما قارب الخروج قال له: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال أبيٌّ فقرأت { الحمد لله رب العالمين } حتى أتيت على آخرها، فهذا دليل على أنه لم يقرأ منها البسملة.
عن أنس بن مالك من طرق كثيرة أنه قال: صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون (بسم الله الرحمٰن الرحيم)، لا في أول قراءة ولا في آخرها.
عن عبد الله بن مغفل قال: صليت مع النبي وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقول: (بسم الله الرحمٰن الرحيم)، إذا أنت صليت فقل { الحمد لله رب العالمين }.
عمل أهل المدينة، فإن المسجد النبوي من وقت نزول الوحي إلى زمن مالك صلى فيه رسول الله والخلفاء الراشدون والأمراء وصلى وراءهم الصحابة وأهل العلم ولم يسمع أحد قرأ (بسم الله الرحمٰن الرحيم) في الصلاة الجهرية، وهل يقول عالم أن بعض السورة جهر وبعضها سر، فقد حصل التواتر بأن النبي والخلفاء لم يجهروا بها في الجهرية، فدل على أنها ليست من السورة ولو جهروا بها لما اختلف الناس فيها.
وروى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحمد لله رب العالمين فضل ثلاثين حسنة على سائر الكلام " وورد حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال لا إله إلا الله كتبت له عشرون حسنة، ومن قال الحمد لله رب العالمين كتبت له ثلاثون حسنة "...ولم يذكر أحدهم آية البسملة.
وقال إبن عاشور في هذه المسألة:"وأنا أرى في الاستدلال بمسلك الذوق العربي أن يكون على مراعاة قول القائلين بكون البسملة آية من كل سورة فينشأ من هذا القولِ أَنْ تكون فواتح سور القرآن كلُّها متماثلة وذلك مما لا يحمد في كلام البلغاء إذ الشأن أن يقع التفنن في الفواتح، بل قد عد علماء البلاغة أَهَمَّ مواضع التأنق فاتحةَ الكلام وخاتمتَه، وذكروا أن فواتح السور وخواتمها واردة على أحسن وجوه البيان وأكملها فكيف يسوغ أن يُدَّعَى أَن فواتح سوره جملةٌ واحدة، مع أن عامة البلغاء من الخطباء والشعراء والكتاب يتنافسون في تفنن فواتح منشآتهم ويعيبون من يلتزم في كلامه طريقة واحدة فما ظنك بأبلغ كلام."اهـ
والزمخشري عند تفسيره هذه السورة بدأ بآية" ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ",ولم يفسر آية البسملة,وكذلك الطبري,والبيضاوي وإبن عجيبة,وإبن عادل وغيرهم.
فهذه أدلة على أن البسملة ليست آية من كل سورة,وأما أنها تُقرأ عند كل سورة فذلك للأسباب التالية:
1. أمر الرسول عليه الصلاة والسلام الافتتاح بالتسمية في الأمور المهمة ذوات البال ,فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:"كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بسم الله الرحمٰن الرحيم فهو أقطع ".
2.البسملة ,عندما كان يقرأها الرسول عليه الصلاة والسلام كانت علامة على إنتهاء سورة وإبتداء سورة آخرى...فقد جاء عن الصحابة أنهم لم يعلموا أن السورة إنتهت وبدأت سورة آخرى إلا عند سماعهم الرسول عليه الصلاة والسلام يبسمل.
3.والبسملة كتبت للفصل بين السور ليكون الفصل مناسباً لابتداء المصحف، ولئلا يكون بلفظ من غير القرآن، وقد روى أبو داود في «سننه» والترمذي وصححه عن ابن عباس أنه قال: قلت لعثمان بن عفان: «ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال ولم تكتبوا بينهما سطراً بسم الله الرحمٰن الرحيم»، قال عثمان كان النبي لما تنزل عليه الآياتُ فيدعو بعض من كان يكتب له ويقول له ضع هذه الآية بالسورة التي يذكر فيها كذا وكذا، أو تنزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فقُبِض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها، فظننتُ أنها منها، فمن هناك وضعتُها في السبع الطوال ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمٰن الرحيم».
هذا والله أعلم
فالبسملة ثابتة في كتاب الله تعالى،وقد قال جل وعلا: إقرأ باسم ربك الذي خلق. وقد جاء من الاحاديث ما فيه اثبات لها.
أما الفقهاء فقد اختلفوا في انها جزء من كل سورة أو لا أو انها جزء من الفاتحة فقط أو لا، ولم يكن اختلافهم في أنها من القرآن أم لا، فهذا محمد بن الحسن مثلا فيقول عندما سئل عن ذلك بأن كل ما بين دفتي كتاب الله تعالى من القرأن، ولم يكن يكتب في ايامهم في كتاب الله تعالى غير البسملة والآيات الكريمة، حتى كلمة آمين لم تكن تكتب؛ وذلك اقتداء بسيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
ومن المعروف أن المصحف العثماني نسبة إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قد كتب الفاتحة بسبع آيات، كانت البسملة احداهن.
وقد عدها الشافعية آية من الفاتحة ومن كل سورة، وللشافعية قول آخر وهو ان البسملة جزء من الفاتحة فقط، وقال السيوطي وابن حجر وهما شافعيان عظيمان بأن البسملة آية من بعض السور وآية منفصلة عن بعض السور، والمتتبع لأسباب نزول السور قد يقنع بقولهما.
وعدها بعض الأحناف آية منفصلة فلا هي آية من الفاتحة ولا من غيرها.
أما حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه وأرضاه فقد احتج به مالك رحمه الله تعالى بأن البسملة ليست آية من الفاتحة وليس بأنها ليست من القرآن الكريم. وليس لهم حديث صحيح حجة غيره.
أما الأحاديث التي تتكلم بالجهر بالبسملة فلا يظن بأنها دليل على ان البسملة ليست من القرآن الكريم بتاتا، وذلك لأن هناك أحاديث تدحض هذه الحجة، ولأنها دليل على عدم الجهر بالبسملة في الصلاة، فانظر مثلا إلى الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن المُختار عن أنس قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغْفى إغْفاءة، ثم رفع رأسَه متبسّماً، فقلنا: ما أضحكـك يا رســولَ الله؟ قال: ((أنزلت عليّ آنفا سـورة))، فقـرأ: (({بسم الله الرّحمن الرّحيم. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}))، ثمّ قال: ((أتدرون ما الكوثر))؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنّه نهر وَعَدَنيهُ ربّي عزّ وجلّ، عليه خيْر كثير، وحوض ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد النّجوم، فيَختلِج العبد منهم؛ فأقول: ربّ إنّه من أمّتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك)).
أخرج البخاريّ في صحيحه عن أنَس: أنّه سُئل عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ((كانت قراءته مداً، ثمّ قرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم يمد بسم الله ويمدّ الرّحمن ويمدّ الرّحيم)).
واظن نكتفي بهذا القدر من اقوال العلماء واختلافهم في امر البسملة...
واخلص الي ان الاختلاف هو هل انت ممن يؤيدون اتباع احد المذاهب الفقهية الاربعة ام لا ؟ فاذا كنت ممن يؤيدونها فحتما ستكون مقلد مذهبا ما فيجب عليك ان تنظر حكم البسملة فيه وتعمل بمابدأ لك فمثلاً نحن في السودان وهذا مالاينكره احد نتفقه بالمذهب المالكي فعلينا ان ننظر في امر البسملة عند الامام مالك ونعمل بقوله حيث قال مالك: فلا يستفتح بها في الصلاة المفروضة ومن الادلة :
حديث أُبيّ بن كعب في «الموطأ» و«الصحيحين» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ألا أعلمك سورة لم يُنْزَل في التوراة ولا في الإنجيل مثُلها قبل أن تخرج من المسجد " قال: بلى، فلما قارب الخروج قال له: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال أبيٌّ فقرأت { الحمد لله رب العالمين } حتى أتيت على آخرها، فهذا دليل على أنه لم يقرأ منها البسملة.
عن أنس بن مالك من طرق كثيرة أنه قال: صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون (بسم الله الرحمٰن الرحيم)، لا في أول قراءة ولا في آخرها.
عن عبد الله بن مغفل قال: صليت مع النبي وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقول: (بسم الله الرحمٰن الرحيم)، إذا أنت صليت فقل { الحمد لله رب العالمين }.
عمل أهل المدينة، فإن المسجد النبوي من وقت نزول الوحي إلى زمن مالك صلى فيه رسول الله والخلفاء الراشدون والأمراء وصلى وراءهم الصحابة وأهل العلم ولم يسمع أحد قرأ (بسم الله الرحمٰن الرحيم) في الصلاة الجهرية، وهل يقول عالم أن بعض السورة جهر وبعضها سر، فقد حصل التواتر بأن النبي والخلفاء لم يجهروا بها في الجهرية، فدل على أنها ليست من السورة ولو جهروا بها لما اختلف الناس فيها.
وروى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الحمد لله رب العالمين فضل ثلاثين حسنة على سائر الكلام " وورد حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال لا إله إلا الله كتبت له عشرون حسنة، ومن قال الحمد لله رب العالمين كتبت له ثلاثون حسنة "...ولم يذكر أحدهم آية البسملة.واخيراً اخي مجذوب نسأل الله ان يهدينا الي مافيه رضاه وان يوفقنا علي اداء مافرضه علينا ...وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ورحم الله علماء هذه الامة الخيرية ...ولك خالص ودي واجزل شكري وتقديري واحترامي اخي مجذوب ...