.:: منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري ::.
أهلاً وسهلاً وألف مرحباً بك عزيزي الزائر في منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري تفضل بالدخول ان كنت عضواً والاعليك التسجيل لكي تملك كافة صلاحية الاعضاء وتمتلك الرخصة في اضافة مواضيع جديدة او الرد علي مواضيع وهنالك المكنون فقط للمسجلين فسارع بالانضمام الينا كي تحظي بما أخفي لك ...
الادارة...
.:: منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري ::.
أهلاً وسهلاً وألف مرحباً بك عزيزي الزائر في منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري تفضل بالدخول ان كنت عضواً والاعليك التسجيل لكي تملك كافة صلاحية الاعضاء وتمتلك الرخصة في اضافة مواضيع جديدة او الرد علي مواضيع وهنالك المكنون فقط للمسجلين فسارع بالانضمام الينا كي تحظي بما أخفي لك ...
الادارة...
.:: منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري ::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلاً وسهلاً بكم في منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري من أجل التواصل ، والتوادد ، والتعارف ، وتبادل الخبرات وكل ماهو مفيد وجديد ...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
اعضاء وزوار منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - الف مرحباً بكم _ حللتم اهلاً ووطئتم سهلاً...
تم انشاء هذا المنتدي بحمد الله في 14/06/2009 وتم الافتتاح بتوفيق الله سبحانه وتعالي في 11/07/2009
افتتح السيد الرئيس المشيرعمر حسن أحمد البشير الكلية ضمن حفل رسمي وشعبي في يوم 16/7/2005 ، وأمر باعتبارها الكلية التقنية الأنموذج بالســــــــودان .
زهرة حلوة أيها ابتسامة الزائر الكريم ابتسامة بعد التحية والسلام نرحب بك ترحيباً حاراً ونرجو ان تنضم الي كوكبتنا بالتسجيل والدخول لكي تملك جميع رخص الاعضاء والاطلاع علي جميع المواضيع والردود عليها وكتابة مواضيع جديدة ... ولكم منا كل الود والترحاب ... زهرة حلوة
دروس في العقيدة للمبتدئيين Support

 

 دروس في العقيدة للمبتدئيين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عباس عبدالمعروف عباس
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عباس عبدالمعروف عباس


عدد المساهمات : 848
ذكر النقاط : 1508
تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الاقامة : الدامر / حي الكنوز
دروس في العقيدة للمبتدئيين E8s7dt10


دروس في العقيدة للمبتدئيين Samp4d10
الاوسمة دروس في العقيدة للمبتدئيين Caaicn10

دروس في العقيدة للمبتدئيين Empty
مُساهمةموضوع: دروس في العقيدة للمبتدئيين   دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 10:29 pm

بسم الله على بركة الله ومدد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبدأ

لا إله إلا الله :
أما بعد : فإنا نعلم ونعتقد , ونؤمن ونوقن ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له .
ومعنى ذلك أنه لا معبود بحق , ولا مستغني عما سواه ولا مفتقر إليه كل ما عداه إلا الله تعالى ( وحده لا شريك له ) . ويندرج في ذلك جميع العقائد المتعلقة به تعالى .
فهو إله عظيم , ملك كبير , لا رب سواه , ولا معبود إلا هو .
هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده فلا ابتداء لأوليته وهو الآخر الذي لا انتهاء لوجوده فلا انتهاء لآخريته .
وهو (الأحد) المنفرد في ألوهيته وربوبيته فلا شريك له
(الصمد) المقصود في الحوائج على الدوام لكمال قدرته .
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدُ )
فلا شبيه له ولا نظير ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

على بركة الله ومدد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبدأ :
ليس كمثله شيء :
وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان فلا يقارنه زمان ولا يحويه مكان إذ هو الخالق للزمان والمكان فكيف يحتاج إليهما ؟
وأنه تعالى منزه عن مشابهة شيء من المخلوقات في شيء من أوجه الشبه ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )
فلا تحيط به الجهات كقدام وخلف وفوق وتحت ويمين وشمال , إذ هي حادثة بحدوث الأشياء والله تعالى منزه عن ذلك .
وهو سبحانه وتعالى , لا تعتريه الحادثات كالأمراض والاحتياج والحركة والسكون والجوع والشهوة ونحو ذلك مما يحدث للخلق وينافي الجلال والكمال الإلهي . فهو سبحانه منزه عن صفات المخلوقين . ونؤمن بما جاء في كتاب الله من صفات الله جل جلاله على مراد الله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .

على العرش استوى :
فنؤمن بالإستواء الذي قال عنه تعالى : ( اْلرَّحْمَنُ عَلَى العَرشِ استَوَى ) استواء يليق بعز جلاله وعلى مجده وكبريائه .
فالإيمان بالإستواء واجب وإن جهلت حقيقة العرش وكيفية استوائه تعالى عليه , ولما قام البرهان على تنزهه تعالى على الحيز والمكان والجهة وسائر لوازم الحدوث وجب أن يكون استواؤه على عرشه لا بمعنى الإستقرار والتمكن بل بالمعنى اللائق بجلاله تعالى . ونؤمن باليد كما جاء في قوله تعالى : (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )
ونؤمن بالعين كما جاء في قوله تعالى : ( فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) وقوله : ( وَلِتُصنَعَ عَلَى عَينِى )
ونؤمن بكل ما جاء عن الله في كتاب الله على مراد الله .

القريب
وأنه تعالى قريب من كل موجود , وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وعلى كل شيء رقيب وشهيد .
وقربه تعالى كما يليق بجلاله , لا قرب مكان لاستحالته عليه تعالى , كما في قوله تعالى :{ وَهُوَ مَعَكُمْ } أي بعلمه المحيط وقوله تعالى : {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } أي بعلمنا , بقرينة قوله تعالى قبله { وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ }
وقوله : { مَا يَكُونُ مِن نَّجوى ثَلَاثَةٍ إلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ولا خَمْسَةٍ إلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ولا أدنى مِن ذَلِكَ ولا أكثَرَ إلَّا هُوَ مَعَهُمْ }
أي بعلمه المحيط , بقرينة قوله قبله : { يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ ومَا فِى الأَرْضِ } .
الحي القيوم :
وانه تعالى (( حي )) متصف بالحياة الدائمة , التي لا بداية لها , ولا نهاية
(( قيوم )) عظيم القيام بتدبير خلقه .
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
والبديع : المبدع والمنشئ للأشياء بلا احتذاء و لا اقتداء .
الوكيل :
وأنه تعالى الوكيل أي المتصرف في كل شيء كيف يشاء , أو حفيظ عليه أو شهيد { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }
القدير :
وأنه تعالى هو القدير أي المتصف بالقدرة التامة { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فلا شيء من الممكنات وهي التي يجوز وجودها وعدمها إلا وهو في قبضة قدرته , وتحت قهره وسلطانه .
العليم :
وأنه سبحانه هو العليم أي المتصف بالعلم { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } يعلم ازلا كل شيء , واجبا كان أو ممكنا أو مستحيلا , على وجه الإحاطة به على ما هو به دون سبق خفاء .
وأنه تعالى أحصى عدد كل شيء , وأحاط به { وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } { وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ } { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } { وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } .
المريد :
وأنه تعالى مريد للكائنات فهو متصف بالإرادة , وهي تتعلق بإيجاد الأشياء الممكنة في أوقاتها المحدودة لها , على وفق ما سبق به العلم , فلا موجود منها إلا مستند إلى مشيئته , وصادر عن إرادته فهو تعالى : { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ }
وأنه تعالى مدير للحادثات { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ }.
وأنه لا يكون كائن من خير أو شر , أو نفع أو ضر إلا بقضائه ومشيئته , فما شاء كان , وما لم يشأ لم يكن , ولو اجتمع الخلق كلهم على أن يحركوا في الوجود ذرة أو يسكنوها دون إرادته تعالى لعجزوا عنه .
السميع البصير :
ونؤمن أنه تعالى سميع بصير - أي متصف بالسمع والبصر - لجميع الموجودات بدون حاسة وآلة , لتنـزهه تعالى عن مشابهة الحوادث , فلا يعزب عن رؤيته هواجس الضمير , وخفايا الوهم والتفكير , و لا يشذ عن سمعه دبيب النملة السوداء , في الليلة الظلماء , على الصخرة الصماء { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
المتكلم :
ونؤمن أنه تعالى متكلم بكلام لا يشبه كلام الخلق و لا يصح أن نصف كلامه بغير ما جاء عنه تعالى لأن ذلك جراءة على الله تعالى فقد أخبر عن نفسه بأنه كلم موسى تكليما وأنه لا يكلم يوم القيامة بعض أرباب الكبائر فنكتفي بإثبات الكلام له سبحانه وتعالى مقتصرين على ما ورد في القرآن الكريم .

القرآن كلام الله

ونؤمن بأن القرآن العظيم كلامه القديم , وكتابه المنـزل على نبيبه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
واعلم بأن القرآن يطلق بالإشتراك على معنيين : أحدهما - الكلام القديم والثاني النظم المقروء المسموع المحفوظ المكتوب بين دفتي المصحف , وهو كتاب الله تعالى المنـزل على رسوله بلسان جبريل عليه السلام , المنقول بالتواتر المعجز للبشر , وهو بالمعنيين كلام الله تعالى .
وتسميته بالمعنى الأول كلام الله باعتبار أنه صفة له تعالى قديمة أزلية وبالمعنى الثاني باعتبار أنه تعالى أنشأه برقومه في اللوح المحفوظ , كما قال تعالى : { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } وبحروفه في لسان الملك جبريل عليه السلام كما قال تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } وهو بهذا المعنى محدث من الله تعالى ولكن لا يقال فيه محدث إلا في مقام التعليم واحترازاً عن ذهاب الوهم إلى القرآن بالمعنى الأول .
كما أنه بهذا المعنى دال على مايدل عليه من الكلام القديم , فإذا سمعت مثلا آية { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا } فهمت منها النهي عن قربانه , ولو كشف عنك الحجاب وسمعت الكلام الأزلي تفهم منه هذا المعنى بعينه , فمدلولهما واحد وان اختلف الدال .
و لايجوز لأحد أن يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم تصرف في اللفظ المنـزل عليه , أو أنه رواه بالمعنى كرواية الحديث بالمعنى للعارف , لأنه لو صح في حقه ذلك لكان مبينا لنا صورة فهمه صلى الله عليه وسلم لا صورة ما نزل عليه وقد قال تعالى : { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } وقال : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } .
الخالق الرازق :
وأنه سبحانه الخالق لكل شيء , والرازق له والمدبر له والمتصرف فيه كيف يشاء ليس له في ملكه منازع و لامدافع , ويعطي من يشاء , ويمنع من يشاء , ويعذب من يشاء { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } .
الحكم العدل :
وأنه تعالى حكيم في فعله , عدل في قضائه , لا يتصور منه ظلم ولا جور و لا يجب عليه لأحد حق بل الحق واجب له على كل أحد , إذ هو سبحانه الرب المنعم المتفضل بالإيجاد والإمداد , والتدبير والإرشاد , والانعام على جميع العباد { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }.
ولو أنه سبحانه أهلك جميع خلقه في طرفة عين لم يكن بذلك جائرا عليهم , ولا ظالما لهم , فإنهم ملكه وعبيده , وله أن يفعل في ملكه ما يشاء {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } يثيب عباده على الطاعات فضلا وكرما , ويعاقبهم على المعاصي حكمة وعدلا .
وان طاعته واجبة على عباده بإيجابه على ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام .
ونؤمن بكل كتاب أنزله الله تعالى وبكل رسول أرسله الله وبملائكة الله تعالى وبالقدر خيره وشره .
ـــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عباس عبدالمعروف عباس
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عباس عبدالمعروف عباس


عدد المساهمات : 848
ذكر النقاط : 1508
تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الاقامة : الدامر / حي الكنوز
دروس في العقيدة للمبتدئيين E8s7dt10


دروس في العقيدة للمبتدئيين Samp4d10
الاوسمة دروس في العقيدة للمبتدئيين Caaicn10

دروس في العقيدة للمبتدئيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة للمبتدئيين   دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 10:31 pm


محمد رسول الله
ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله , أرسله إلى الجن والإنس , والعرب والعجم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة , ونصح الأمة , وكشف الغمة , وجاهد في الله حق جهاده , وأنه صادق أمين , مؤيد بالبراهين الصادقة , والمعجزات الخارقة وأن الله فرض على العباد تصديقه وطاعته واتباعه .
وأنه لا يقبل إيمان عبد - وإن آمن به سبحانه - حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم , وبجميع ما جاء به , وأخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة والبرزخ .
((ومن ذلك)) أن يؤمن بسؤال منكر ونكير للموتى عن التوحيد والدين والنبوة وأن يؤمن بنعيم القبر لأهل الطاعة وبعذابه لأهل المعصية . وأن يؤمن بالبعث بعد الموت . وبحشر الأجساد والأرواح إلى الله , وبالوقوف بين يدي الله , وبالحساب وأن العباد يتفاوتون فيه إلى مسامح ومناقش , وإلى من يدخل الجنة بغير حساب وأن يؤمن بالميزان الذي توزن فيه الحسنات والسيئات وبالصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم , وبحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة , وماؤه من الجنة .
و أن يؤمن بشفاعة الأنبياء , ثم الصديقين والشهداء والعلماء والصالحين والمؤمنين وأن الشفاعة العظمى مخصوصة بمحمد صلى الله عليه وسلم وهي التي تكون في فصل القضاء و إلا فإن له صلى الله عليه وسلم شفاعات أخر .
وأن يؤمن بإخراج من دخل النار من أهل التوحيد , حتى لا يخلد فيها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان قال تعالى : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } وأن أهل الكفر والشرك مخلدون في النار أبد الآبدين و { لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } وأن المؤمنين مخلدون في الجنة أبدا سرمدا { لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ }
وأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم على ما يليق بجلاله وقدس كماله .
ويجب على العبد أن يعتقد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم عدول خيار أمناء , لا يجوز سبهم ولا القدح في أحد منهم , وأن الخليفة الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أبو بكر الصديق )) , ثم (( عمر الفاروق )) , ثم (( عثمان الشهيد )) ثم (( علي المرتضى )) رضي الله تعالى عنهم , وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين , وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , وعنا معهم برحمتك اللهم يا أرحم الراحمين .
ـــــــــــــ

الشهادتان
أما الشهادتان: فهما أصل الأصول التي من حرمها فهو من رحمة الله محروم , قال الله تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }
ومعنى (( لا إله إلا الله )) : نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها له وحده .
والألوهية : استحقاق صفات الكمال كلها فلا معبود إلا الله , ولا خالق و لا رازق إلا الله , و لا معطي ولا مانع إلا الله , ولا ضار ولا نافع إلا الله , وهكذا في جميع الملك والملكوت , لا يملك أحد مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض , وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير , ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا , ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا .
ولو أمكن أن يكون له سبحانه شريك في الألوهية لوجب أن يتصف ذلك الشريك بصفات الألوهية : من نفاذ القدرة , وشمول العلم والإرادة ولأدى ذلك إلى اختلاف الإرادات , فيريد أحد الإلهين مثلا وجود شيء ويريد الآخر عدمه , ومحال أن يحصل المرادان معا لاستحالة اجتماع الضدين , وكذلك أن لا يحصل شيء منهما , إذ يؤدي ذلك إلى فساد العالم وعدم وجود شيء فيه وهو باطل , ولم يبق إلا أن يحصل مراد أحدهما فقط , وذلك دليل على نفاذ قدرته واستحقاقه الألوهية , فدل ذلك بطريق العقل على امتناع الشريك في الألوهية , ولهذا قال الله تعالى { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } وقال تعالى : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ }
ومعنى (( محمد رسول الله )) : أن تعتقد أن الله أرسل النبي الأمي , العربي القرشي الهاشمي , محمدا صلى الله عليه وسلم إلى كافة الجن والانس , وأيده بالوحي , وألزم الخلق طاعته فيما أمر به ونهى عنه , وتصديقه فيما أخبر به , ومنع كمال شهادة التوحيد بلا إله إلا الله مالم تقترن بها شهادة الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم .

ـــــــــــــ

سيد ولد آدم
محمد رسول الله
اعلم أننا نعتقد اعتقادا جازما فيه صلى الله عليه وسلم وهو الاعتقاد الموافق للواقع بأنه سيد عبيد الله على الاطلاق , وأقرب الوسائل إليه تعالى في مدة حياته ويوم القيامة التي تظهر فيه سيادته صلى الله عليه وسلم على النبيين والخلق أجمعين حتى يكون صاحب الشفاعة العظمى والمنزلة الزلفى , وحامل لواء الحمد تحته آدم فمن دونه , وكل الأنبياء يقر له بهذه السيادة حين يمنحها الله تعالى في ذلك اليوم على الأولين و الآخرين والخلق أجمعين . وقد جاء ذلك صريحا في حديث البخاري ومسلم وهو قوله صلى الله عليه وسلم : (( أنا سيد الناس يوم القيامة )) إلى آخر حديث الشفاعة المذكور فيه التجاء الناس لسادات الأنبياء , فيعتذر كل واحد منهم ويحيل على من بعده إلى أن يحيلهم سيدنا عيسى عليه السلام على الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم فيقبلهم ويقول لهم : (( أنا لها أنا لها )) ويشفع فيشفعه الله تعالى فيهم , وكان يمكن أن يأتيه الناس أولا ولكن الله تعالى ألهمهم الذهاب إلى سادات الرسل أوّلا حتى يظهر فضله صلى الله عليه وسلم وأنه سيد الخلق على الإطلاق وأحب الرسل إلى الملك الخلاق , وهذا المعنى و إن لم يعلمه بالتفصيل على هذا الوجه كثير من عوام المسلمين إلا أنهم يعلمون يقينا أنه صلى الله عليه وسلم بالإجمال هو سيد الخلق على الإطلاق في الدنيا والآخرة . وأنه مقبول الشفاعة عند الله تعالى في الدنيا والآخرة . ويتوسلون به إليه عز وجل ليبلغهم مناهم في دنياهم و أخراهم فقد شاركوا في هذا المعنى أعلم العلماء , واستوى في علم ذلك الرجال والنساء , ويربون أولادهم على هذا الاعتقاد الصحيح والإيمان الصريح , فلا يبلغ الولد سن التمييز إلا ويشاركهم في هذه العلم في حق النبي صلى الله عليه وسلم وكلما كبر يزداد ذلك رسوخا في قلبه ونموا بقدر ما قدر الله تعالى له من الهداية والتوفيق .
ـــــــــــــ
قل إنما أنا بشر
ونعتقد أنه صلى الله عليه وسلم بشر يجوز عليه ما يجوز على غيره من البشر من حصول الأعراض والأمراض التي لا توجب النقص والتنفير كما قال صاحب العقيدة :
وجـــائز في حقهم من عرض ... بغيـر نقص كخفيـف المرض


وأنه صلى الله عليه وسلم عبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا و لا موتا ولا حياة ولا نشورا قال تعالى : { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }



وأنه صلى الله عليه وسلم قد أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين فانتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا قال تعالى : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } وقال تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }


والعبودية هي أشرف صفاته صلى الله عليه وسلم ولذلك فإنه يفتخر بها ويقول : (( إنما أنا عبد )) ووصفه الله بها في أعلى مقام فقال : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } وقال: { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا }


والبشرية هي عين اعجازه فهو بشر من جنس البشر لكنه متميز عنهم بما لا يلحقه به أحد منهم أو يساويه كما قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه : (( إني لست كهيئتكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني )) وبهذا ظهر أن وصفه صلى الله عليه وسلم بالبشرية يجب أن يقترن بما يميزه عن عامة البشر من ذكر خصائصه الفريدة ومناقبه الحميدة , وهذا ليس خاصا به صلى الله عليه وسلم بل هو عام في حق جميع رسل الله سبحانه وتعالى لتكون نظرتنا إليهم لائقة بمقامهم وذلك لأن ملاحظة البشرية العادية المجردة فيهم دون غيرها هي نظرة جاهلية شركية , وفي القرآن شواهـد كثـيرة عـلى ذلـك , فمن ذلـك قول قوم نوح في حقه فيما حكاه الله عنهم إذ قال : { فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا }


ومن ذلك قول فرعون و ملائه في حق موسى وهارون فيما حكاه الله عنهم إذ قال : { فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ }


ومن ذلك قول ثمود لنبيهم صالح فيما حكاه الله عنه بقوله : { مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }


ومن ذلك قول أصحاب الايكة لنبيهم شعيب فيما حكاه الله عنهم بقوله :
{ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ *وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ }


ومن ذلك قول المشركين في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد رأوه بعين البشرية المجردة فيما حكاه الله عنهم بقوله :
{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ }


ولقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه حديث الصدق بما أكرمه الله تعالى به من عظيم الصفات وخوارق العادات التي تميز بها عن سائر أنواع البشر .


فمن ذلك ما جاء في الحديث الصحيح أنه قال : (( تنام عيناي ولا ينام قلبي )) وجاء في الصحيح أنه قال : (( إني أراكم من وراء ظهري كما أراكم من أمامي ))


وجاء في الصحيح أنه قال : (( أوتيت مفاتيح خزائن الأرض )) وهو صلى الله عليه وسلم وإن كان قد مات إلا أنه حي حياة برزخية كاملة يسمع الكلام ويرد السلام وتبلغه صلاة من يصلي عليه , وأن الله حرم على الأرض أن تأكل جسده فهو محفوظ من الآفات والعوارض الأرضية .


وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أفضل أيامكم يوم الجمعة , فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه, فإن صلاتكم معروضة عليَّ , قالوا يا رسول الله : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني بليت ؟ فقال : (( إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه , والحاكم وصححه . وفي ذلك رسالة خاصة للحافظ جلال الدين السيوطي أسماها ( إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء ) .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام )) رواه أحمد و أبو داود .


وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماء الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان ابن فلان قد صلى عليك )) رواه البزار وأبو الشيخ وابن حبان ولفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تبارك وتعالى وكل ملكا أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحد يصلي عليَّ صلاة إلا قال: يا محمد صلى عليك فلان بن فلان , قال : فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا )) رواه الطبراني في الكبير بنحوه .


وهو صلى الله عليه وسلم وإن كان قد مات إلا أن فضله ومقامه وجاهه عند ربه باق لاشك في ذلك .


و لا ريب عند أهل الإيمان أنه صلى الله عليه وسلم مهما عظمت درجته وعلت رتبته فهو مخلوق لا يضر ولا ينفع من دون الله إلا بإذنه .


قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } .
ـــــــــــــ

مقام الخالق ومقام المخلوق
إن الفرق بين مقام الخالق والمخلوق هو الحد الفاصل بين الكفر والإيمان ونعتقد أن من خلط بين المقامين فقد كفر والعياذ بالله .
ولكل مقام حقوقه الخاصة , ولكن هناك أمور ترد في هذا الباب وخصوصا فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه التي تميزه عن غيره من البشر وترفعه عليهم , هذه الأمور قد تشتبه على بعض الناس لقصر عقلهم وضعف تفكيرهم وضيق نظرهم وسوء فهمهم , فيبادرون إلى الحكم بالكفر على أصحابها وإخراجهم عن دائرة الإسلام ظنا منهم أن في ذلك تخليطا بين مقام الخالق ومقام المخلوق ورفعا لمقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى مقام الألوهية وإننا نبرأ إلى الله تعالى من ذلك وإننا بفضل الله تعالى نعرف ما يجب لله تعالى وما يجب لرسوله صلى الله عليه وسلم ونعرف ما هو محض حق لله تعالى وما هو محض حق لرسوله صلى الله عليه وسلم من غير غلو أو إطراء يصل إلى حد وصفه بخصائص الربوبية والألوهية في المنع والعطاء والنفع والضر الاستقلالي [ دون الله تعالى ] والسلطة الكاملة والهيمنة الشاملة والخلق والملك والتدبير والتفرد بالكمال والجلال , والتقديس والتفرد بالعبادة بمختلف أنواعها وأحوالها ومراتبها .

أما الغلو الذي يعني التغالي في محبته وطاعته والتعلق به , فهذا محبوب ومطلوب كما جاء في الحديث : (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم )) . والمعنى أن اطراءه والتغالي فيه والثناء عليه بما سوى ذلك هو محمود ولو كان معناه غير ذلك لكان المراد هو النهي عن اطرائه ومدحه أصلا ومعلوم أن هذا لا يقوله أجهل جاهل من المسلمين , فإن الله تعالى عظم النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن العظيم بأعلى أنواع التعظيم , فيجب علينا أن نعظم من عظمه الله تعالى وأمر بتعظيمه , نعم يجب علينا أن لا نصفه بشيء من صفات الربوبية , ورحم الله القائل حيث قال :
دع مــا ادعته النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم

فليس في تعظيمه صلى الله عليه وسلم بغير صفات الربوبية شيء من الكفر والإشراك بل ذلك من أعظم الطاعات والقربات , وهكذا كل من عظمهم الله تعالى كالأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكالملائكة والصديقين والشهداء والصالحين , قال الله تعالى : { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }
وقال تعالى : { وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ }

ومن ذلك الكعبة المعظمة والحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام فإنها أحجار وأمرنا الله تعالى بتعظيمها بالطواف بالبيت ومس الركن اليماني , وتقبيل الحجر الأسود , وبالصلاة خلف المقام , وبالوقوف للدعاء عند المستجار وباب الكعبة والملتزم , ونحن في ذلك كله لم نعبد إلا الله تعالى ولم نعتقد تأثيرا لغيره ولا نفعا ولا ضرا , فلا يثبت شيء من ذلك لأحد سوى الله تعالى .

والحاصل أن هنا أمرين عظيمين لابد من ملاحظتهما
أحدهما : وجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ورفع رتبته عن سائر الخلق , والثاني : إفراد الربوبية واعتقاد الرب تبارك وتعالى منفرد بذاته وصفاته وأفعاله عن جميع خلقه , فمن اعتقد في مخلوق مشاركة الباري سبحانه وتعالى في شيء من ذلك فقد أشرك كالمشركين الذين كانوا يعتقدون الألوهية للأصنام واستحقاقها العبادة , ومن قصر بالرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء من مرتبته فقد عصى أو كفر .

وأما من بالغ في تعظيمه بأنواع التعظيم ولم يصفه بشيء من صفات الباري عز وجل فقد أصاب الحق وحافظ على جانب الربوبية والرسالة جميعا , وذلك هو القول الذي لا إفراط فيه ولا تفريط , وإذا وجد في كلام المؤمن إسناد شيء لغير الله تعالى يجب حمله على المجاز العقلي ولا سبيل إلى تكفيرهم , إذ المجاز العقلي مستعمل في الكتاب والسنة فمن ذلك قوله تعالى : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا } .
فإسناد الزيادة إلى الآيات مجاز عقلي لأنها سبب في الزيادة والذي يزيد حقيقة هو الله تعالى وحده , وقوله تعالى : { يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا } . فإسناد الجعل إلى اليوم مجاز عقلي , لأن اليوم محل جعلهم شيبا , فالجعل المذكور واقع في اليوم , والجاعل حقيقة هو الله تعالى , وقوله تعالى : { وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا }.
فإسناد الإضلال إلى الأصنام مجاز عقلي لأنها سبب في حصول الإضلال والهادي والمضل هو الله تعالى وحده , وقوله تعالى حكاية عن فرعون : { يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا }. فإسناد البناء إلى هامان مجاز عقلي لأنه سبب فهو آمر يأمر ولا يبني بنفسه والباني إنما هو الفعلة من العُمَّال وأما الأحاديث ففيها شيء كثير يعرفه من وقف عليها , وكان ممن يعرف الفرق بين الإسناد الحقيقي والمجازي فلا حاجة إلى الإطالة بنقلها , وقال العلماء : إن صدور ذلك الإسناد من موحد كاف في جعله إسنادا مجازيا لأن الاعتقاد الصحيح هو اعتقاد الخالق للعباد وأفعالهم هو الله وحده فهو الخالق للعباد وأفعالهم لا تأثير لأحد سواه لا لحي ولا لميت فهذا الاعتقاد هو التوحيد المحض , بخلاف من اعتقد غير هذا فإنه يقع في الإشراك .
ـــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عباس عبدالمعروف عباس
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عباس عبدالمعروف عباس


عدد المساهمات : 848
ذكر النقاط : 1508
تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الاقامة : الدامر / حي الكنوز
دروس في العقيدة للمبتدئيين E8s7dt10


دروس في العقيدة للمبتدئيين Samp4d10
الاوسمة دروس في العقيدة للمبتدئيين Caaicn10

دروس في العقيدة للمبتدئيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة للمبتدئيين   دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 10:39 pm

ـــــــــــــ
معنى الإيمان بالله
أما الإيمان بالله تعالى فهو على قسمين : (( قسم )) في سلب صفات النقص عن ذاته المقدسة .
و (( قسم )) في إثبات الكمال لها .

((
القسم الأول )) في تنـزيه الباري تعالى عن الكيف والزمان والمكان ومشابهة ما تصور في البال , وعن الشبيه والشريك , والولد والوالد والصاحبة وعن العرض والجسم والجوهر , وعن كل نقص مطلقا .

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في تنـزيه الباري تعالى : كل من خطر بباله أن الله تعالى جسم مركب فهو عابد صنم , فإن كل جسم حادث مخلوق , وعبادة الحادث المخلوق كفر , وعبادة الصنم إنما كانت كفرا لكونه مخلوقا , وإنما كان مخلوقا لكونه جسما , ومن عبد جسما فهو كافر بالإجماع صغيرا كان ذلك الجسم كالذرة أو كبيرا كالفرس , جمادا كان كالحجارة أو حيوانا كالإنسان , لطيفا كان كالهواء والماء , أو كثيفا كالتراب , مشرقا كان كالشمس والنجوم أو مظلما كالأرض .

قال : وأما ما ورد في الكتاب والسنة من الألفاظ المشكلة الموهمة بظواهرها اتصاف الباري تعالى بما هو من سمات الحدوث والجسمية وتوابعها , كالاستواء والمجيء والنزول , واليد والقدم , والصورة ونحو ذلك فيجب عند سماعها أمور :
((
أحدها )) تنـزيه الباري تعالى عن الجسمية وتوابعها .
((
ثانيها )) التصديق بها , وهو أن يعتقد قطعا أن هذه الألفاظ أريد بها معنى يليق بجلال الله وعظمته , وأن ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسله صدق وحق على الوجه الذي قاله , والمعنى الذي أراده .
((
ثالثها )) الاعتراف بالعجز على كل من لم يقف على كنه هذه المعاني وحقيقتها , ولم يعرف تأويلها , مع اعتقاد أن ما خفي عليه من معاني هذه الظواهر وانطوى عنه من أسرارها ليس منطويا عن الرسول , ولا عن الصديق , وأكابر الصحابة والأولياء والعلماء الراسخين في العلم . وأنه إنما انطوى عنه لعجزه وقصور قوته , فلا ينبغي أن يقيس بنفسه غيره .
((
رابعها )) الإمساك عن التصرف في تلك الألفاظ بتفسير أو تصريف أو تفريغ فلا يبدل شيء من ذلك بلفظ آخر , ولا يترجم بلغة أخرى ولو أدت معناه بل يقتصر على ايراد اللفظ الوارد بصيغته كما ورد . ولأجل ذلك بالغ السلف في الجمود والاقتصار على موارد التوقيف كما ورد على الوجه الذي ورد باللفظ الذي ورد .
والحق ما قالوه , إذ أحق المواضع بالاحتياط ما هو تصرف في ذات الله وصفاته . وأحق الأعضاء بإلجامه وتقييده اللسان عن الإطلاق فيما يعظم فيه الخطر , وأي خطر أعظم من الكفر .

((
القسم الثاني )) في إثبات صفات الكمال للباري تعالى كالحياة , والعلم والقدرة والإرادة , والسمع والبصر , والكلام , وغير ذلك من صفات الكمال .
كيف وقد ثبتت له بتواتر النقل كما وصف نفسه بها , ووصفه بها رسله فقال تعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } وقال تعالى : { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } , { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }. وقال تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }.

ثم اعلم أن علم الباري سبحانه وتعالى متعلق بجميع الجائزات والواجبات والمستحيلات مما كان ومما سيكون , ومما لا يكون لو كان كيف يكون , كما في { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ }. { لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ }.

وسمعه وبصره متعلقان بجميع الموجودات قديمها وحديثها , سواء كانت من قبيل الأصوات والمرئيات أو غيرهما , فلا يعزب عن سمعه وبصره شيء , وليس ذلك على ما يفهم من صفات المخلوقين , بل كما هو فاعل بلا جارحة فهو عالم بلا قلب , بصير بلا حدقة وأجفان , سميع بلا أصمخة وآذان , إذ كل ذلك من صفات خلقه التي أجراها فيهم بحسب العادة , ولو شاء أن يجعل العيون سامعة , والآذان مبصرة وغير ذلك لفعل , فهو على كل شيء قدير , وليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

وكذلك لا يدخل التعقيب والترتيب على صفاته سبحانه , فلا يقال : إنه علم شيئاً بعد أن لم يعلمه ولا انه نظر إلى شيء بعد أن لم ينظر إليه ولا سمع شيئاً بعد أن لم يسمعه , إذ كل ذلك من لوازم صفات الخلق , وهو مباين لخلقه بصفاته كما باينهم بذاته .

وقدرته وإرادته تعالى تتعلقان بجميع الممكنات , ولكن القدرة تؤثر على إيجاد الشيء واعدامه , والإرادة تخصص الأشياء بأوقاتها وصفاتها المخصوصة بها , والقدرة فرع الإرادة , فإذا أراد الله شيئاً أوجده بقدرته , والإرادة فرع العلم إذ لا يريد الله تعالى إلا ما سبق به علمه القديم من إيجاد وإعدام .
الإيمان بالملائكة
وأما الإيمان بالملائكة عليهم السلام فالمراد بذلك ((الإيمان)) بأنهم الوسائط بين الله ورسله إلى البشر في انزال كتبه , وتبليغ نهيه وأمره . فهم رسل الله إلى رسله , ومن لم يؤمن بهم كذلك فقد كفر بكتب الله ورسله .


فالإيمان بهم مقدم على الإيمان بالكتب والرسل , ولهذا جاء ذكرهم مقدمين عليهما في القرآن والحديث.
ويجب الإيمان أيضاً بأنهم عباد مكرمون معصومون عن المعصية , مطبوعون على الطاعة , { يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ } ولا يحصي عددهم إلا الله تعالى , قال الله تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } وثبت في صحيح مسلم في حديث الإسراء به صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه )) .


روى الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط مافيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته ساجدا )) .


قال الإمام الجليل الحضرمي (1) :
((
اعلم - رحمك الله - أن الإيمان بالملائكة واجب كالإيمان بالرسل , فالجاحد للملائكة كافر لا يقبل الله إيمانه , لأنه مكذب بكتب ورسله . وعددهم لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى , فإن الملك والملكوت كله معمور بهم . فمنهم ملائكة موكلون بالأرض , ومنهم الموكلون بالجبال , كما جاء في الحديث الصحيح : (( إن ملك الجبال ناداه وقال : إن شئت أن اطبق عليهم الأخشبين )) ومنهم ملائكة موكلون بالنجوم ومنهم الذين يبلغونه صلى الله عليه وسلم صلاة من يصلي عليه , ومنهم سكان السموات السبع , وصفهم صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء به . ومنهم خزنة الجنة وخزنة النار , ومنهم حملة العرش ومنهم الموكلون بالسحب , ومنهم الموكلون بـالمطر حتى روي أنـه لا تنـزل قطرة من السماء إلا ومعها ملك , ومنهم الموكلون بالأرحام وخلق النطف ونفخ الروح في الأجساد . ومنهم الموكلون بخلق النبات وتصريف الرياح والأفلاك والنجوم , ومنهم الحفظة على الأعمال , ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله .


وعلى الجملة فهم عمار الملك كله , حتى أنه ليس في العالم شبر إلا وهو معمور بهم ومشحون من أسفله إلى علاه , ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا نستقبل القبلة ولا نستدبرها ببول ولا غائط , إكراما للمصلين منهم إليها . والإيمان واجب بجميعهم واعلم أن الملائكة على اختلاف طبقاتهم روحانيون , ولسنا نعلم كيف هيئتهم التي خلقوا عليها , بل لا تدرك بأعين البصر الظاهر , ولكنهم قد جعل الله لهم قوة التمثل في صور مختلفة , كما أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم غالبا في صورة دحية الكلبي , ورآه مرة قد سد الأفق بجناحيه . وقال الله تعالى : { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا }.
قال المحققون : وليس ما يتمثلون به من هذه الصور عين حقائقهم . فإن حقائق خلقتهم الأصلية أرواح لطيفة تصل إلى القلوب وتجري مجرى الدم , وتدخل في الثرى , وترى ولا تُرى , ولذلك قال الله تعالى : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا } أي لأن حواسكم لا تدرك هيئة الملائكة إلا بالتشكل في الصورة المحسوسة . وقال الله تعالى في إبليس : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ } أي قبيلته وهم الجن { مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ } أي أنكم لا تدركون هيئاتهم , لأن الجن أيضا أرواح , إلا أن الملائكة من نور و الجن من نار . والله أعلم .


(1) هو محمد بن إسماعيل بن علي الحضرمي في كتابه المرتضى في مختصر شعب الإيمان للبيهقي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان بالكتب
وأما الإيمان بكتب الله فيجب الإيمان بها اجمالا وتفصيلا .
أما الإجمال فكما قال تعالى : {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} - أي القرآن - {وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} والظاهر أنها صحف إبراهيم وهؤلاء هم آل إبراهيم {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} أي التوراة والإنجيل وصحف موسى أيضا .
وقال تعالى : {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا}

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله كم كتابا أنزل الله تعالى ؟ قال : (( مائة كتاب وأربعة كتب , أنزل الله على شيث خمسين صحيفة , وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف . وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان )) . قلت فكم الأنبياء ؟ قال : (( ألف نبي وأربعة وعشرون نبيا )) . قلت : وكم الرسل من ذلك ؟ (( ثلاثمائة وثلاثة عشر )) , قلت : من كان أولهم ؟ قال : (( آدم )) , قلت فما كانت صحف موسى ؟ قال : (( كانت عبرا كلها : عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح , عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك , عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب , عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها , عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لا يعمل )) رواه ابن حبان في صحيحه .

ويغني عن ذلك كله الإيمان بالقرآن العظيم تفصيلا بجميع سوره وآياته وكلماته حروفه .

الإيمان بالرسل عليهم السلام
وأما الإيمان بالرسل فذلك واجب . لا يقبل الله إيمان عبد شهد له بالتوحيد حتى يؤمن بالرسل , ويشهد لهم بالرسالة , ومن لم يفعل ذلك , أو آمن ببعض دون بعض فهو كافر , قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا}

فيجب الإيمان بهم اجمالا , بمن ذكرهم الله تعالى في القرآن بأعيانهم تعييناً كآدم وإدريس ونوح , وهود وصالح وإبراهيم , وإسماعيل , وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وأيوب وشعيب , وموسى وهارون , ويونس , وداود وسليمان , وزكريا ويحيى , وعيسى والياس , واليسع وذي الكفل ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين . قال الله تعالى : {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} فمن كذب واحدا منهم فقد كذب جميعهم , ولذلك قال الله تعالى : {أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} وقال : {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ}

ولم تكذب كل أمة إلا رسولها فقط . لكن يلزم من تكذيب الواحد تكذيب الكل , لأنهم كلهم مصدقون بعضهم بعضا , ويغني عن ذلك كله التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان باليوم الآخر
وأما الإيمان باليوم الآخر - فالمراد به يوم القيامة , وذلك بعث الأجساد والأرواح وحشرها إلى الموقف للحساب , والميزان والصراط والجنة والنار .
وأول منزل من منازل الآخرة القبر وما فيه من السؤال والفتنة والنعيم والعذاب ثم البعث بعد فناء الخلق كلهم , ثم الوزن , ثم الصراط, ثم الحوض ثم الدار : الجنة أو النار , ثم الرؤية للأبرار في دار القرار , والشفاعة بأنواعها , والإيمان بجميع ذلك واجب .

فتنة القبر
أما القبر فقد تواتر النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ من عذاب القبر وفتنته .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال : نعم عذاب القبر حق , وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يصلي صلاة إلا استعاذ من عذاب القبر )) رواه البخاري ومسلم .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي : إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة )) رواه البخاري ومسلم .

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه , انه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقولان ماكنت تقول في هذا الرجل فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا . وأما الكافر والمنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه من غير الثقلين )) رواه البخاري ومسلم . وروى مسلم : (( لولا أخاف ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر )) .

البعث
وأما البعث فقال الله تعالى : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول : (( يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غُرْلا )) { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }
رواه البخاري ومسلم . والغرل - بضم الغين وإسكان الراء - جمع أغرل , وهو الأقلف الذي لم يختن .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا وأنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم )) رواه البخاري ومسلم .
وزن الأعمال
وأما الوزن فقال الله تعالى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
وقال تعالى : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله , هل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال : أما في ثلاثة مواضع فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل . وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أو شماله أو وراء ظهره . وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوزه )) رواه أبو داود , والحاكم وقال: صحيح على شرطهما .

الصراط على متن جهنم
وأما الصراط فقال الله تعالى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَاجِثِيًّا} .
وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الورود الدخول . لا يبقى بر ولافاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين برداً وسلاما ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذرالظالمين فيها جثيا ))رواه الإمام أحمد والبيهقي بإسناد حسن.

وعن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يجمع الله الناس ويرسل الامانة والرحم فيقومان على جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كثدالرجال - أي عدوهم - تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول يا رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا - قال - وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش(1)في النار ))رواه مسلم .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (( يوضع الصراط على جسر جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة مزلقة(2)عليه كلاليب من نار )) الحديث رواه الطبراني بإسنادحسن
وظاهر النصوص يدل على أن الورود يشمل الأنبياء والأولياء والصالحين وعامة المؤمنين .
والذي نراه أن هذه العمومات مخصوصة بأحاديث دخول السابقين إلى الجنة بغير حساب وبقوله جل ذكره :
{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }.
ولا شك أن الأنبياء هم أول السابقين وهم ممن سبقت لهم الحسنى . وكما جاء في الحديث الصحيح (( أن الصائم لايرى النار بل يباعد الله بينه وبينها مسيرة مائة عام ))

(1)مخدوش :ممزق أو مقشور بعود ونحوه . ومكدوش :مدفوع دفعا عنيفا .
(2)مدحضة :مكان الدحض أي الزلق . والمدحضة المزلة .
والمزلقة . مكان الزلق , والوصف للتأكيد .
الحوض
وأما الحوض فقد قال الله تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم من شرب منه فلا يظمأ أبدا )) رواه البخاري ومسلم .
الجنة والنار
وأما الجنة والنار قال الله تعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُواْ الله وَاْلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ويؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )) رواه مسلم وغيره .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من جهنم )) رواه البخاري ومسلم .
وعنه أيضاً قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم , قال هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفاً فالآن انتهى إلى قعرها )) رواه مسلم .

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل )) رواه البخاري ومسلم . ولفظه : (( إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا )) .

وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يابن آدم هل رأيت نعيما قط هل مر بك خير قط فيقول لا والله يا رب , ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مرت بك شدة قط فيقول لا والله يا رب )) رواه مسلم .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر على صورة رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء , لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبصقون فيها ولا يمتخطون , آنيتهم فيها الذهب وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض . قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا )) رواه البخاري ومسلم . والألوة - بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وتشديد الواو المفتوحة - من أسماء العود الذي يتبخر به .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب لتفاضل مابينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا وصدقوا المرسلين )) رواه البخاري ومسلم .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضا )) رواه البخاري ومسلم .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لايقطعها . وإن شئتم فاقرءوا {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ}. رواه البخاري ومسلم .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرءوا إن شئتم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.رواه البخاري ومسلم .
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لو طلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )) رواه البخاري ومسلم
والنصيف : الخمار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رؤية الله تعالى يوم الآخرة
وأما الرؤية فقال الله تعالى : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال أئمة التفسير : الحسنى : الجنة . والزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم . وقال تعالى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه : إن أناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال نعم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا . قال : هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا . قال : فإنكم ترونه كذلك ... )) فذكر الحديث بطوله . رواه البخاري ومسلم .


وعن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل , تريدون شيئا أزيدكم ؟فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب . فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم , ثم تلا هذه الآية : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} رواه مسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عباس عبدالمعروف عباس
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عباس عبدالمعروف عباس


عدد المساهمات : 848
ذكر النقاط : 1508
تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الاقامة : الدامر / حي الكنوز
دروس في العقيدة للمبتدئيين E8s7dt10


دروس في العقيدة للمبتدئيين Samp4d10
الاوسمة دروس في العقيدة للمبتدئيين Caaicn10

دروس في العقيدة للمبتدئيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة للمبتدئيين   دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 10:44 pm


الشفاعة يوم القيامة
وأما الشفاعة فهي أربعة أقسام :
(الأولى) في الاستراحة من هول الموقف وتعجيل فصل القضاء وذلك المقام المحمود الموعود به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , قال الله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} .
(والثانية) في قوم استوجبوا النار فيشفع الله فيهم من أكرمه من عباده النبيين والصديقين والعلماء والشهداء والصالحين . فيدخلون الجنة برحمة الله .
(والثالثة) في إخراج قوم من الموحدين من النار , فيشفع الله فيهم من يشاء من عباده حتى لا يبقى في النار من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان .
(والرابعة) في زيادة الدرجات لأقوام قصرت أعمالهم عن اللحاق بأهلهم فيلحق الله بهم ذرياتهم وغيرهم . وكل ذلك قد وردت فيه النصوص الصريحة والأحاديث الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم بعضا فيأتون آدم فيقولون اشفع لذريتك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الله فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد فإنه حبيب الله فيأتوني فأقول أنا لها ... الحديث )) رواه البخاري ومسلم مطولا .

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب له وأنا اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة )) رواه البخاري ومسلم .
وعنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )) رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه .
وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اشفع لأمتي حتى ينادي ربي تعالى فيقول قد رضيت يا محمد فأقول أي يا رب قد رضيت )) رواه الطبراني وإسناده حسن .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((توضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه قائما بين يدي ربي مخافة أن يبعثني إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي فأقول يا رب أمتي فيقول عز وجل يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك فأقول يا رب عجل حسابهم فيدعوهم ربهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعثهم إلى النار حتى أن مالكا خازن النار ليقول يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة )) رواه الطبراني والبيهقي بإسناد غير متروك . والصكاك جمع صك وهو الكتاب .

وعن أنس رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الرجل ليشفع في الرجلين والثلاثة )) رواه الترمذي برواة الصحيح .
وعن أبي أسامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر )) رواه الإمام أحمد بإسناد جيد .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يشفع الله تعالى آدم عليه السلام يوم القيامة من جميع ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف )) رواه الطبراني .
وعن حذيفة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول إبراهيم يوم القيامة يا رباه فيقول الرب لبيكاه فيقول إبراهيم يا رب حرقت ذريتي بالنار فيقول الرب تعالى أخرجوا من النار من في قلبه مثقال ذرة أو شعيرة من الإيمان )) رواه ابن حبان في صحيحه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عباس عبدالمعروف عباس
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عباس عبدالمعروف عباس


عدد المساهمات : 848
ذكر النقاط : 1508
تاريخ التسجيل : 12/07/2009
الاقامة : الدامر / حي الكنوز
دروس في العقيدة للمبتدئيين E8s7dt10


دروس في العقيدة للمبتدئيين Samp4d10
الاوسمة دروس في العقيدة للمبتدئيين Caaicn10

دروس في العقيدة للمبتدئيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة للمبتدئيين   دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 10:49 pm

الصلاة
وأما الصلاة فالمراد من العلم بها اعتقاد أن الله فرض على عباده خمس صلوات في كل يوم وليلة : هن الظهر , والعصر , والمغرب , والعشاء , والصبح , قال الله تعالى : {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} أي فرضا مؤقتا بالأوقات المخصوصة وقال تعالى : {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} أي فسبحوا حين تمسون , والتسبيح ههنا الصلاة .
والمساء يشمل المغرب والعشاء , وحين تصبحون : صلاة الصبح , وعشيا : العصر , وحين تظهرون : الظهر . وقال تعالى : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} أي أقم الصلاة من دلوك الشمس , وهو زوالها , إلى غسق الليل , وهو اشتداد ظلمته , أي أن هذا الوقت كله وقت إقامة الصلاة من غير فاصل , ويشمل ذلك الظهر والعصر والمغرب والعشاء , ثم قال : (( وقُرْءَانَ الفَجْرِ )) سمى صلاة الفجر قرآنا لاختصاصها بطول القراءة فيها , أي وصل صلاة الفجر .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )) رواه البخاري ومسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( فرض الله على أمتي ليلة الإسراء خمسين صلاة فلم أزل أراجعه وأسأله التخفيف حتى جعلها خمسا في كل يوم وليلة )) وقال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن : (( أخبرهم أن الله تعالى فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة )) رواهما البخاري ومسلم .
مكانة الصلاة في الدين
اعلم أن الصلاة عماد الدين , وأجل مباني الإسلام الخمس بعد الشهادتين ومحلها من الدين محل الرأس من الجسد , فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فكذلك لا دين لمن لا صلاة له , كذلك ورد في الأخبار , جعلنا الله وإياكم من المحافظين على الصلاة , المقيمين لها , الخاشعين فيها , الدائمين عليها - فبذلك أمر الله عباده المؤمنين في كتابه , وبه وصفهم فقال عز من قائل : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فالصلوات هي المكتوبات الخمس , الظهر , والعصر , والمغرب والعشاء , والصبح فتلك هي الصلوات التي لا يسع أحدا من المسلمين ترك شيء منها في حال من الأحوال ما دام يعقل , ولو بلغ به العجز والمرض إلى أقصى غاياته , والصلاة الوسطى : هي العصر كما ورد به الحديث الصحيح خصها الله بالذكر لزيادة الفضل والشرف , وذلك معروف ومشهور في الإسلام , حتى بلغنا في سبب نزول الرخصة في صلاة الخوف أن المسلمين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات , فصلى بهم عليه السلام صلاة الظهر على الوجه المعهود , وكان المشركون قريبا منهم يرونهم فلما فرغوا من صلاتهم قال بعض المشركين : إن لهم بعد هذه الصلاة صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم - يعنون العصر - فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوف . فانظر كيف صار فضل هذه الصلاة - أعني العصر - معلوما حتى للمشركين .

وقال تعالى : {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فالإنابة هي الرجوع إلى الله , والتقوى هي الخشية من الله , والإقامة للصلاة هي الاتيان بها على الوجه الذي أمر الله به .
وقال تعالى : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} إلى قوله تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} وقال تعالى : {إِلَّا الْمُصَلِّينَ*
الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} فاستثناهم من نوع الإنسان المخلوق على الهلع والجزع عند مس الشر له , والمنع عند مس الخير له , كأنه سبحانه يقول : إن المصلين على الحقيقة ليسوا ممن يهلع ويجزع ويمنع ((قلت)) لأن هذه الأوصاف من المنكر , وقد قال تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} . فالمصلي المقيم للصلاة كما أمر الله ورسوله تنهاه صلاته عن فعل ما يكرهه الله منه مثل هذه الصفات المذكورة وغيرها من المكاره .

وقال عليه الصلاة والسلام : (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) فالمصلي على الإتباع والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته على الوجه الذي نقلته علماء الأمة من السلف والخلف رضي الله عنهم : هو المصلي المعدود عند الله من المقيمين للصلاة والمحافظين عليها .
للصلاة صورة ظاهرة وحقيقة باطنة
ثم إن للصلاة صورة ظاهرة وحقيقة باطنة . لا كمال للصلاة ولا تمام لها إلا بإقامتهما جميعا , فأما صورتها الظاهرة فهي القيام , والقراءة والركوع , والسجود , ونحو ذلك من وظائف الصلاة الظاهرة . وأما حقيقتها الباطنة : فمثل الخشوع , وحضور القلب وكمال الإخلاص , والتدبر والتفهم لمعاني القراءة , والتسبيح ونحو ذلك من وظائف الصلاة الباطنة .

فظاهر الصلاة : حفظ البدن والجوارح . وباطن الصلاة : حفظ القلب والسر محل نظر الحق من العبد - أعني قلبه وسره .
قال الإمام الغزالي رحمه الله : مثل الذي يقيم صورة الصلاة الظاهرة ويغفل عن حقيقتها الباطنة كمثل الذي يهدي لملك عظيم وصيفة ميتة لا روح فيها .
ومثل الذي يقصر في إقامة ظاهر الصلاة , كمثل الذي يهدي إلى الملك وصيفة مقطوعة الأطراف , مفقوءة العينين , فهو والذي قبله متعرضان من الملك بهديتهما للعقاب والنكال , لاستهانتهما بالحرمة , واستخفافهما بحق الملك .
ثم قال : فأنت تهدي صلاتك إلى ربك , فإياك أن تهديها بهذه الصفة فتستوجب العقوبة . انتهى بمعناه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض أحوال السلف في الخشوع
وقد بلغ الخشوع في الصلاة برجال من السلف الصالح مبلغا عجيبا , فمن ذلك أن أحدهم كان يقع عليه الطير وهو قائم في الصلاة أو ساجد يحسب أنه حائط أو جماد من شدة هدوئه وطول قيامه وسجوده , وسقطت في جامع البصرة اسطوانة انزعج لسقوطها أهل السوق , وكان بعضهم يصلي في المسجد فلم يشعر بها من شدة استغراقه في صلاته , وكان بعضهم يقول لأهله وأولاده : إذا دخلت في الصلاة فافعلوا ما بدا لكم - يعني من رفع الأصوات وكثرة اللغط - فإني لا أحس بكم , فكانوا ربما يضربون بالدف عنده فلا يشعر به .

واحترق بيت علي بن الحسين رضي الله عنهما بالنار وهو ساجد , فجعلوا يصيحون عليه : النار النار يا ابن رسول الله . فلم يرفع رأسه . فلما فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال : ألهتني عنه نار الآخرة .

وقيل لبعضهم : هل تجد في صلاتك ما نجده من وساوس الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف فيّ الأسنة أحب إليّ من ذلك . وقيل لآخر : هل تحدث نفسك في الصلاة بشيء ؟ فقال : وهل شيء أحب إلي من الصلاة حتى أحدث نفسي به فيها . وجاء السارق فسرق فرس الربيع بن خيثم وهو في الصلاة , فجعل الناس يدعون عليه فقال الربيع : لقد رأيته حين أطلقه . فقالوا : لو طلبته فأخذته منه ؟ فقال : كانت صلاتي أحب إليّ من الفرس , وهو منه في حل , وصلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط نخل له , فجعلت الطير تطير من شجرة إلى شجرة وجعل ينظر إليها فألهاه ذلك عن شيء من صلاته فلما عرف ذلك من نفسه شق عليه فجعل ذلك الحائط كله في سبيل الله لما ألهاه عن صلاته .
حكم تارك الصلاة
ثم اعلم أن من أنكر المنكرات وأكبر الكبائر وأفحش المحرمات ترك بعض المسلمين الصلوات المكتوبات . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه الذمة )) رواه ابن ماجه والبيهقي .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان )) رواه الطبراني وإسناده حسن وفي رواية له عن أنس بن مالك : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا ))

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوم فقال : (( من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف لعنهم الله )) رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )) رواه مسلم وغيره .

وروى الترمذي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة , وعن حماد بن زيد عن أيوب قال : (( ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه )) وعن إسحق أن ذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري عن ابن حزم أنه قد جاء عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد . ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة .
قال المنذري : وقد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا حتى يخرج وقتها منهم عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس ومعاذ وجابر وأبو الدرداء . ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وغيرهم .

قال بعض السلف : تارك الصلاة ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان . تارك الصلاة ينزل عليه كل يوم وليلة ألف لعنة , وألف سخط , والملائكة يلعنونه من فوق سبع سماوات .
تارك الصلاة ما له نصيب في الحوض , ولا في الشفاعة , تارك الصلاة لا يعاد في مرضه , ولا يتبع جنازته ولا يسلم عليه , ولا يؤاكل ولا يشارب , ولا يصاحب ولا يجالس , ولا دين له , ولا أمانة له , ولا حظ له في رحمة الله , وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة يضاعف له العذاب ضعفين , ويأتي يوم القيامة وقد غلت يداه إلى عنقه والملائكة يضربونه , وتفتح له جهنم , فيدخل في بابها كالسهم , فيهوي على رأسه عند قارون وهامان في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة إذا رفعت اللقمة إلى فيه قالت له : لعنك الله يا عدو الله تأكل رزق الله ولا تؤدي فرائضه .

قاطع الصلاة يتبرأ منه الثوب الذي على جسده ويقول له لولا أن سخرني ربي لك لفررت منك .
قاطع الصلاة إذا خرج من بيته قال البيت : لا صحبك الله في سفرك ولا خلفك في أثرك , ولا أعادك إلى أهلك سالما .
قاطع الصلاة ملعون في حياته وبعده مماته .
قاطع الصلاة يموت يهوديا ويبعث نصرانيا .
وأكثر هذه العقوبات في حق تارك الصلاة جحودا وعنادا .
بعض أحوال السلف في الخشوع
وقد بلغ الخشوع في الصلاة برجال من السلف الصالح مبلغا عجيبا , فمن ذلك أن أحدهم كان يقع عليه الطير وهو قائم في الصلاة أو ساجد يحسب أنه حائط أو جماد من شدة هدوئه وطول قيامه وسجوده , وسقطت في جامع البصرة اسطوانة انزعج لسقوطها أهل السوق , وكان بعضهم يصلي في المسجد فلم يشعر بها من شدة استغراقه في صلاته , وكان بعضهم يقول لأهله وأولاده : إذا دخلت في الصلاة فافعلوا ما بدا لكم - يعني من رفع الأصوات وكثرة اللغط - فإني لا أحس بكم , فكانوا ربما يضربون بالدف عنده فلا يشعر به .

واحترق بيت علي بن الحسين رضي الله عنهما بالنار وهو ساجد , فجعلوا يصيحون عليه : النار النار يا ابن رسول الله . فلم يرفع رأسه . فلما فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال : ألهتني عنه نار الآخرة .

وقيل لبعضهم : هل تجد في صلاتك ما نجده من وساوس الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف فيّ الأسنة أحب إليّ من ذلك . وقيل لآخر : هل تحدث نفسك في الصلاة بشيء ؟ فقال : وهل شيء أحب إلي من الصلاة حتى أحدث نفسي به فيها . وجاء السارق فسرق فرس الربيع بن خيثم وهو في الصلاة , فجعل الناس يدعون عليه فقال الربيع : لقد رأيته حين أطلقه . فقالوا : لو طلبته فأخذته منه ؟ فقال : كانت صلاتي أحب إليّ من الفرس , وهو منه في حل , وصلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط نخل له , فجعلت الطير تطير من شجرة إلى شجرة وجعل ينظر إليها فألهاه ذلك عن شيء من صلاته فلما عرف ذلك من نفسه شق عليه فجعل ذلك الحائط كله في سبيل الله لما ألهاه عن صلاته .
حكم تارك الصلاة
ثم اعلم أن من أنكر المنكرات وأكبر الكبائر وأفحش المحرمات ترك بعض المسلمين الصلوات المكتوبات . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه الذمة )) رواه ابن ماجه والبيهقي .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان )) رواه الطبراني وإسناده حسن وفي رواية له عن أنس بن مالك : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا ))

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوم فقال : (( من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف لعنهم الله )) رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )) رواه مسلم وغيره .

وروى الترمذي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة , وعن حماد بن زيد عن أيوب قال : (( ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه )) وعن إسحق أن ذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري عن ابن حزم أنه قد جاء عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد . ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة .
قال المنذري : وقد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا حتى يخرج وقتها منهم عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس ومعاذ وجابر وأبو الدرداء . ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وغيرهم .

قال بعض السلف : تارك الصلاة ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان . تارك الصلاة ينزل عليه كل يوم وليلة ألف لعنة , وألف سخط , والملائكة يلعنونه من فوق سبع سماوات .
تارك الصلاة ما له نصيب في الحوض , ولا في الشفاعة , تارك الصلاة لا يعاد في مرضه , ولا يتبع جنازته ولا يسلم عليه , ولا يؤاكل ولا يشارب , ولا يصاحب ولا يجالس , ولا دين له , ولا أمانة له , ولا حظ له في رحمة الله , وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة يضاعف له العذاب ضعفين , ويأتي يوم القيامة وقد غلت يداه إلى عنقه والملائكة يضربونه , وتفتح له جهنم , فيدخل في بابها كالسهم , فيهوي على رأسه عند قارون وهامان في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة إذا رفعت اللقمة إلى فيه قالت له : لعنك الله يا عدو الله تأكل رزق الله ولا تؤدي فرائضه .

قاطع الصلاة يتبرأ منه الثوب الذي على جسده ويقول له لولا أن سخرني ربي لك لفررت منك .
قاطع الصلاة إذا خرج من بيته قال البيت : لا صحبك الله في سفرك ولا خلفك في أثرك , ولا أعادك إلى أهلك سالما .
قاطع الصلاة ملعون في حياته وبعده مماته .
قاطع الصلاة يموت يهوديا ويبعث نصرانيا .
وأكثر هذه العقوبات في حق تارك الصلاة جحودا وعنادا .
بعض أحوال السلف في الخشوع
وقد بلغ الخشوع في الصلاة برجال من السلف الصالح مبلغا عجيبا , فمن ذلك أن أحدهم كان يقع عليه الطير وهو قائم في الصلاة أو ساجد يحسب أنه حائط أو جماد من شدة هدوئه وطول قيامه وسجوده , وسقطت في جامع البصرة اسطوانة انزعج لسقوطها أهل السوق , وكان بعضهم يصلي في المسجد فلم يشعر بها من شدة استغراقه في صلاته , وكان بعضهم يقول لأهله وأولاده : إذا دخلت في الصلاة فافعلوا ما بدا لكم - يعني من رفع الأصوات وكثرة اللغط - فإني لا أحس بكم , فكانوا ربما يضربون بالدف عنده فلا يشعر به .

واحترق بيت علي بن الحسين رضي الله عنهما بالنار وهو ساجد , فجعلوا يصيحون عليه : النار النار يا ابن رسول الله . فلم يرفع رأسه . فلما فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال : ألهتني عنه نار الآخرة .

وقيل لبعضهم : هل تجد في صلاتك ما نجده من وساوس الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف فيّ الأسنة أحب إليّ من ذلك . وقيل لآخر : هل تحدث نفسك في الصلاة بشيء ؟ فقال : وهل شيء أحب إلي من الصلاة حتى أحدث نفسي به فيها . وجاء السارق فسرق فرس الربيع بن خيثم وهو في الصلاة , فجعل الناس يدعون عليه فقال الربيع : لقد رأيته حين أطلقه . فقالوا : لو طلبته فأخذته منه ؟ فقال : كانت صلاتي أحب إليّ من الفرس , وهو منه في حل , وصلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط نخل له , فجعلت الطير تطير من شجرة إلى شجرة وجعل ينظر إليها فألهاه ذلك عن شيء من صلاته فلما عرف ذلك من نفسه شق عليه فجعل ذلك الحائط كله في سبيل الله لما ألهاه عن صلاته .
حكم تارك الصلاة
ثم اعلم أن من أنكر المنكرات وأكبر الكبائر وأفحش المحرمات ترك بعض المسلمين الصلوات المكتوبات . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه الذمة )) رواه ابن ماجه والبيهقي .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان )) رواه الطبراني وإسناده حسن وفي رواية له عن أنس بن مالك : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا ))

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوم فقال : (( من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف لعنهم الله )) رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )) رواه مسلم وغيره .

وروى الترمذي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة , وعن حماد بن زيد عن أيوب قال : (( ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه )) وعن إسحق أن ذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري عن ابن حزم أنه قد جاء عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد . ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة .
قال المنذري : وقد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا حتى يخرج وقتها منهم عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس ومعاذ وجابر وأبو الدرداء . ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وغيرهم .

قال بعض السلف : تارك الصلاة ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان . تارك الصلاة ينزل عليه كل يوم وليلة ألف لعنة , وألف سخط , والملائكة يلعنونه من فوق سبع سماوات .
تارك الصلاة ما له نصيب في الحوض , ولا في الشفاعة , تارك الصلاة لا يعاد في مرضه , ولا يتبع جنازته ولا يسلم عليه , ولا يؤاكل ولا يشارب , ولا يصاحب ولا يجالس , ولا دين له , ولا أمانة له , ولا حظ له في رحمة الله , وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة يضاعف له العذاب ضعفين , ويأتي يوم القيامة وقد غلت يداه إلى عنقه والملائكة يضربونه , وتفتح له جهنم , فيدخل في بابها كالسهم , فيهوي على رأسه عند قارون وهامان في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة إذا رفعت اللقمة إلى فيه قالت له : لعنك الله يا عدو الله تأكل رزق الله ولا تؤدي فرائضه .

قاطع الصلاة يتبرأ منه الثوب الذي على جسده ويقول له لولا أن سخرني ربي لك لفررت منك .
قاطع الصلاة إذا خرج من بيته قال البيت : لا صحبك الله في سفرك ولا خلفك في أثرك , ولا أعادك إلى أهلك سالما .
قاطع الصلاة ملعون في حياته وبعده مماته .
قاطع الصلاة يموت يهوديا ويبعث نصرانيا .
وأكثر هذه العقوبات في حق تارك الصلاة جحودا وعنادا .
بعض أحوال السلف في الخشوع
وقد بلغ الخشوع في الصلاة برجال من السلف الصالح مبلغا عجيبا , فمن ذلك أن أحدهم كان يقع عليه الطير وهو قائم في الصلاة أو ساجد يحسب أنه حائط أو جماد من شدة هدوئه وطول قيامه وسجوده , وسقطت في جامع البصرة اسطوانة انزعج لسقوطها أهل السوق , وكان بعضهم يصلي في المسجد فلم يشعر بها من شدة استغراقه في صلاته , وكان بعضهم يقول لأهله وأولاده : إذا دخلت في الصلاة فافعلوا ما بدا لكم - يعني من رفع الأصوات وكثرة اللغط - فإني لا أحس بكم , فكانوا ربما يضربون بالدف عنده فلا يشعر به .

واحترق بيت علي بن الحسين رضي الله عنهما بالنار وهو ساجد , فجعلوا يصيحون عليه : النار النار يا ابن رسول الله . فلم يرفع رأسه . فلما فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال : ألهتني عنه نار الآخرة .

وقيل لبعضهم : هل تجد في صلاتك ما نجده من وساوس الدنيا ؟ فقال : لأن تختلف فيّ الأسنة أحب إليّ من ذلك . وقيل لآخر : هل تحدث نفسك في الصلاة بشيء ؟ فقال : وهل شيء أحب إلي من الصلاة حتى أحدث نفسي به فيها . وجاء السارق فسرق فرس الربيع بن خيثم وهو في الصلاة , فجعل الناس يدعون عليه فقال الربيع : لقد رأيته حين أطلقه . فقالوا : لو طلبته فأخذته منه ؟ فقال : كانت صلاتي أحب إليّ من الفرس , وهو منه في حل , وصلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط نخل له , فجعلت الطير تطير من شجرة إلى شجرة وجعل ينظر إليها فألهاه ذلك عن شيء من صلاته فلما عرف ذلك من نفسه شق عليه فجعل ذلك الحائط كله في سبيل الله لما ألهاه عن صلاته .
حكم تارك الصلاة
ثم اعلم أن من أنكر المنكرات وأكبر الكبائر وأفحش المحرمات ترك بعض المسلمين الصلوات المكتوبات . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه الذمة )) رواه ابن ماجه والبيهقي .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك الصلاة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان )) رواه الطبراني وإسناده حسن وفي رواية له عن أنس بن مالك : (( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا ))

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوم فقال : (( من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف لعنهم الله )) رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )) رواه مسلم وغيره .

وروى الترمذي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة , وعن حماد بن زيد عن أيوب قال : (( ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه )) وعن إسحق أن ذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري عن ابن حزم أنه قد جاء عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد . ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة .
قال المنذري : وقد ذهب جماعة من الصحابة ومن بعدهم إلى تكفير من ترك الصلاة متعمدا حتى يخرج وقتها منهم عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس ومعاذ وجابر وأبو الدرداء . ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وغيرهم .

قال بعض السلف : تارك الصلاة ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان . تارك الصلاة ينزل عليه كل يوم وليلة ألف لعنة , وألف سخط , والملائكة يلعنونه من فوق سبع سماوات .
تارك الصلاة ما له نصيب في الحوض , ولا في الشفاعة , تارك الصلاة لا يعاد في مرضه , ولا يتبع جنازته ولا يسلم عليه , ولا يؤاكل ولا يشارب , ولا يصاحب ولا يجالس , ولا دين له , ولا أمانة له , ولا حظ له في رحمة الله , وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة يضاعف له العذاب ضعفين , ويأتي يوم القيامة وقد غلت يداه إلى عنقه والملائكة يضربونه , وتفتح له جهنم , فيدخل في بابها كالسهم , فيهوي على رأسه عند قارون وهامان في الدرك الأسفل من النار .
تارك الصلاة إذا رفعت اللقمة إلى فيه قالت له : لعنك الله يا عدو الله تأكل رزق الله ولا تؤدي فرائضه .

قاطع الصلاة يتبرأ منه الثوب الذي على جسده ويقول له لولا أن سخرني ربي لك لفررت منك .
[color:5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجذوب احمد قمر
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
مجذوب احمد قمر


عدد المساهمات : 433
ذكر النقاط : 566
تاريخ التسجيل : 22/10/2009
الاقامة : الدامر
دروس في العقيدة للمبتدئيين E8s7dt10

دروس في العقيدة للمبتدئيين Sampd510
الاوسمة دروس في العقيدة للمبتدئيين 710

دروس في العقيدة للمبتدئيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في العقيدة للمبتدئيين   دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالجمعة أكتوبر 30, 2009 3:17 am

أخي عباس لم استطيع قرأة الموضوع نسبةً لحجم الخط ارجو ان تراعي ذلك كبرنا ولم نستطيع القرأة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس في العقيدة للمبتدئيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.:: منتديات جامعة الشيخ عبدالله البدري ::. :: المنـتـــــــدي الإسلامـــــي :: العقيدة والفقه :: منتدي العقيدة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» سجل دخولك بالصلاة علي الحبيب
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأحد يناير 31, 2016 3:57 am من طرف أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم

» المرجع الكامل في التحكم الصناعي الكهربائي
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالجمعة يناير 22, 2016 3:33 pm من طرف مصطفى المعمار

» نتيجة السروح في علم الروح
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالإثنين مارس 24, 2014 9:57 pm من طرف عوض صالح

» .:: مكتبة نفيسة جداً في كل التخصصات ::.
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأحد يناير 26, 2014 12:57 am من طرف مجذوب احمد قمر

» زيارة وفد جمعية أصدقاء مرضي السكري
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالإثنين ديسمبر 16, 2013 8:18 pm من طرف هاني عمار

» أضخم مكتبة هندسة مدنية في العالم
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 4:21 pm من طرف محمد عبد الرحيم

» تحميل فاير فوكس عربي فايرفوكس Download Firefox
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 4:04 pm من طرف غيداء وبس

» كتب تكييف وتبريد بالعربي رووووووووعة
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأحد يوليو 28, 2013 9:43 pm من طرف محمد عبد الرحيم

» انطلاقة موقع الجامعة علي شبكة الانترنت
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأحد يوليو 21, 2013 5:38 am من طرف أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم

» .:: كتاب رؤيا النبي حق الي قيام الساعة ::.
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالخميس مارس 21, 2013 1:27 pm من طرف أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم

» جامعة الشيخ عبدالله البدري تهنئ الدكتور عمر عبدالله البدري
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالجمعة مارس 15, 2013 3:39 am من طرف هاني عمار

» كتاب التجسيم والمجسمة للشيخ عبدالفتاح اليافعي
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالخميس مارس 14, 2013 7:51 pm من طرف أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم

» مجلة المديرين القطرية ( الشيخ عبدالله البدري... السوداني الملهم من الشمال)
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالثلاثاء مارس 12, 2013 12:11 pm من طرف أحمدمحمدأحمدعبدالرحيم

» امتحاننا الدور الأول للعام 2012-2013
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالسبت فبراير 23, 2013 3:13 pm من طرف هاني عمار

» تحميل جوجل ايرث عربى
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالإثنين فبراير 18, 2013 8:45 pm من طرف غيداء وبس

» تحميل فايرفوكس عربى
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالإثنين فبراير 18, 2013 8:30 pm من طرف غيداء وبس

»  برنامج افيرا انتى فايروس مجانى
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالخميس يناير 17, 2013 3:40 am من طرف هاني عمار

»  جوجل كروم عربى
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالخميس يناير 17, 2013 3:40 am من طرف هاني عمار

»  كلمة مولانا الشيخ عبدالله البدري راعي ومؤسس جامع الشيخ عبدالله البدري
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء يناير 02, 2013 9:13 pm من طرف هاني عمار

» وضع حجر الاساس لمباني كليات الجامعة الجديدة
دروس في العقيدة للمبتدئيين Emptyالأربعاء ديسمبر 26, 2012 4:31 pm من طرف هاني عمار

المواضيع الأكثر نشاطاً
مشروع تخرجي
كتب تكييف وتبريد بالعربي رووووووووعة
سجل دخولك بالصلاة علي الحبيب
ضع أي سؤال في الهندسة الكهربائية وسنأتيك بالاجابة ان شاء الله
موسوعة النساء والتوليد
حاج الماحي مادح الحبيب
برنامج لتقوية وتنقية صوت الحاسوب الي 10 اضعاف
موسوعة الخلفاء عبر التاريخ الاسلامي
هنا نتقبل التعازي في وفاة العضو بالمنتدي محمد حامد (ودالابيض)
شاركوني فرحة النجاح!!
المواضيع الأكثر شعبية
أنواع التربة
الكتاب الشامل في الموقع(تم اعدادة من اكثر من 40 كتاب واكثر من 80 مشاركه )
حمل مجانا برنامج المصحف صوت وصورة للموبايل
ادخل هنا للاطلاع علي جميع الوظائف المعلنة
ملف كامل عن ضواغط التبريد
موقع رائع فى زراعة البطاطس
صيغ C.V مهمة للخريجين
مواقع الوظـــائــف الشــاغـرة
كتب تكييف وتبريد بالعربي رووووووووعة
الاحصاء الطبي في الويكيبيديا
copyright 2010
facebook
دروس في العقيدة للمبتدئيين Kkkkkk10
counter
map
Elexa