ترجمة الامام الخطيب البغدادي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليكم ترجمة علم من الاعلام المشاهير الذ يستحق ان يترجم له ......

<table border="0" cellpadding="23" cellspacing="0" width="580"><tr><td class="greybodytype" valign="top" width="532"> 1
الخطيب البغدادي
ترجمته
هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، ولد
سنة ثلاثمائة واثنتين وتسعين للهجرة وآان أبوه خطيبًا بقرية دَرْزيجان
وهي قرية قرب بغداد على الجانب الغربي لدجلة، فحضه على سماع
الحديث والفقه فسمع وهو ابن إحدى عشرة سنة، وارتحل إلى البصرة
وهو ابن عشرين سنة، وإلى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين، وإلى الشام
ومكة وغيرها من البلدان، وسمع من أبي عمر الفارسي وأحمد ابن محمد
بن الصلت الأهوازي وإبراهيم بن مخلد وأبي الفضل التميمي وأبي القاسم
الحسن بن الحسن بن المنذر وغيرهم، وسمع بنيسابور من القاضي أبي
بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي والحافظ أبي حازم العبدوي وآثيرين
غيرهم.
وفي دمشق قرأ صحيح البخاري على آريمة بنت أحمد في خمسة أيام
ثم رجع إلى بغداد حيث حظي عند الوزير أبي القاسم بن مسلمة.
وغيره أن الإمام الخطيب « معجم المؤلفين » وذآر ياقوت الحموي في
لما حَجّ شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله تعالى ءاخذًا
ثلاث حاجات: أن يُحَدّث بتاريخ « ماء زمزم لما شرب له » : بالحديث
بغداد، وأن يُملي الحديث بجامع المنصور، وأن يدفن عند قبر بشر الحافي
فاستجاب الله له فيها جميعًا.
خرج إلى صور وبها عز الدولة الذي آان أحد الأجواد، فأحسن صلته
2
وأعطاه مالا آثيرًا، وصنف ما ينيف على خمسين مصنفًا من العلوم
المختلفة.
مناقبه
ومن جملة الأدلة التي تثبت مكانة الإمام الخطيب البغدادي في التاريخ
وباعه فيه، وتدل على أهمية أن يكون في تاريخنا الإسلامي أناس أمناء
وقفوا أنفسهم لحمل هذا العلم وتدوينه وصيانته، ما ذآر في أآثر من آتاب
من أن اليهود من أهل خيبر أظهروا في زمن الخطيب البغدادي آتابًا
يدعون أنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه فيه إسقاط للجزية
عنهم، وادعوا أنه بخط علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن فيه شهادة
معاوية بن أبي سفيان وسعد بن معاذ، فوقف الخطيب البغدادي على هذا
الكتاب وعرف أنه مزور ومكذوب، ولما طلب منه الدليل على ذلك قال:
لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان ولم يكن أسلم يوم خيبر بل بعد ذلك
يوم الفتح، وفيه شهادة سعد بن معاذ، وقد مات قبل خيبر عام الخندق سنة
خمس للهجرة، فاستحسن الناس منه ذلك وأقروا بعلمه ومكانته.
ولم يقتصر تبحر الإمام الخطيب على التاريخ الذي بلغ فيه مبلغًا
عظيمًا، بل إلى جانب ذلك حصّل من علم الحديث الشريف ما جعله حافظًا
آبيرًا دعا الإمام أبا إسحق الشيرازي إلى أن يشبهه بالدارقطني، وقال فيه
مؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب البغدادي،
هذا بالإضافة إلى اطلاعه بالأدب إذ آان فصيح اللهجة أديبًا شاعرًا سمع
منه بعض الشعر في الحكم والمواعظ.
3
ثناء العلماء عليه
عند أول ترجمته له، مثنيًا عليه: « سير أعلام النبلاء » قال الذهبي في
الإمام الأوحد العلامة المفتي الحافظ الناقد، محدث الوقت أبو بكر أحمد »
بن علي بن ثابت ابن أحمد بن مهدي البغدادي، صاحب التصانيف وخاتمة
.« الحفاظ
آان » : يقول فيه ابن ماآولا « المستفاد من ذيل تاريخ بغداد » وفي آتاب
أبو بكر ءاخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظًا وإتقانًا، وضبطًا لحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننًا في علله وأسانيده، وعلمًا بصحيحه
وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه، ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني
مثله. سألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وأبي نصر السّجزي: أيهما
.« أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بيّنًا
السبكي نقل عن ابن إسحق « طبقات » و « تذآرة الحفاظ » وفي
أبو بكر الخطيب يُشَبّه » : الشيرازي قوله في الإمام الخطيب البغدادي
.« بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه
سمعت يوسف بن أيوب بمرو يقول: حضر » : ومما قاله السمعاني فيه
الخطيب درس شيخنا أبي إسحق، فروى أبو إسحق حديثًا من رواية بحر
بن آنيز السقاء، ثم قال للخطيب: ما تقول فيه؟ فقال: إن أذنت لي ذآرت
حاله، فانحرف أبو إسحق وقعد آالتلميذ، وشرع الخطيب يقول، وشرح
.« أحواله شرحًا حسنًا، فأثنى الشيخ عليه وقال: هذا دارقطني عصرنا
حدثني حافظ وقته أبو بكر الخطيب، وما » : وقال فيه أبو علي البَرَداني
.« رأيت مثله ولا أظنه رأى مثل نفسه
4
سألت شجاعًا الذهلي عن الخطيب فقال: إمام » : وفيه قال السلفي
.« مصنف حافظ، لم ندرك مثله
مصنفاته
لقد آانت مؤلفات الخطيب البغدادي تنيف على الخمسين مؤلفًا. وقد جعلها
،« الجامع » ،« الفقيه والمتفقه » : أبو سعد السمعاني ستة وخمسين، أشهرها
الاحتجاج » ،« الموضح » ،« المتفق والمفترق » ،« السابق واللاحق »
تقييد » ،« أسماء المدلسين » ،« البسملة وأنها من الفاتحة » ،« بالشافعي
وأشهر هذه .« النهي عن صوم يوم الشك » ،« القول في النجوم » ،« العلم
.« تاريخ بغداد » الكتب آتابه الذي ألفه في التاريخ وسماه
وإلى جانب ذلك نقل عنه الشعر الحسن آقصيدته التي قال منها:
لعَمْرُك ما شجاني رسم دار وقفتُ به ولا ذِآر المعاني
ولا أثر الخيام أراق دمعي لأجل تَذآري مهد الغواني
ولا ملك الهوى يوما قيادي ولا عاصيته فثنى عناني
طلبت أخًا صحيح الود محضًا سليم العيب مأمون اللسان
فلم أعرف من الإخوان إلا نفاقًا في التباعد والتداني
ولما لم أجد حرًا يؤاتي على ما ناب من صرف الزمان
صبرت تكرمًا لقراع دهري ولم أجزع لما منه دهاني
ولم أكُ في الشدائد مستكينًا أقول لها ألا آُفّي آفاني
ولكني صليب العود عود ربيط الجأش مجتمع الجَنان
ومَنْ طَلَبَ المعاني وابتغاها أدار لها رحى الحرب العوانِ
5
ومن شعره قوله:
لا تَغْبَطَنَّ أخا الدنيا لزخرفها ولا للذة وقت عَجّلت فرحا
فالدهر أسرع شىء في تَقَلُّبِهِ وفِعْله بَيِّن للخلق قد وضحا
آم شارب عسلا فيه منيَتُهُ وآم تَقَلَّد سيفًا مَنْ به ذُبحا
وقال أيضًا:
إن آنتَ تبغي الرشاد محضًا لأمر دنياك والمعادِ
فخالف النفس في هواها إن الهوى جامع الفساد
وفاته
ذآر مكي الرُّميلي أن الخطيب مضى في منتصف رمضان واشتدت
الحال به في ذي الحجة، وأوصى أن يدفن قرب قبر بشر الحافي في باب
حرب، وتصدق بماله الذي بلغ مائتي دينار ءانذاك، وأوصى بأن يتصدق
بجميع ثيابه، ووقف جميع آُتُبه، وتوفي يوم الاثنين في السابع من ذي
الحجة لسنة أربعمائة وثلاث وستين للهجرة، وشيعه الفقهاء والعامة
وحملوه إلى جامع المنصور، وآان بين يدي الجنازة جماعة ينادون: هذا
6
الذي آان يذبّ عن النبي صلى الله عليه وسلم الكذب، هذا الذي آان يحفظ
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وآان الشيخ أبو بكر بن زهراء الصوفي قد أعد لنفسه قبرًا إلى جانب
قبر بشر الحافي، وآان يمضي إليه آل أسبوع ويتلو فيه القرءان آله،
فجاء أصحاب الحديث يستأذنونه بدفن الخطيب البغدادي في قبره عملًا
بوصيته، فامتنع، فذهبوا إلى أبي سعد الصوفي شيخ الشيوخ وذآروا له
ذلك، فاستدعى ابن زهراء، وقال له: أنا لا أقول لك أعطهم القبر، ولكن
أقول لك: لو أن بشرًا الحافي في الأحياء وأنت إلى جانبه فجاء أبو بكر
ليقعد دونك، أآان يحسن بك أن تقعد أعلى منه قال: لا، بل آنت أجلسه
مكاني، قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة، فرضي وأذن بدفنه في القبر،
فتحقق بذلك دعاؤه الذي دعاه يوم شرب من ماء زمزم.
وقد روى أبو الحسن الزعفراني عن حسن بن أحمد البصري أنه قال:
رأيت الخطيب في المنام وعليه ثياب بيض حسان وعمامة بيضاء فقال
لي: غفر الله لي ورحمني، وآان ذلك بعد وفاته بأيام.
رحم الله الإمام الخطيب البغدادي وجمعنا معه في دار عليين.

ودمتم في امان الله ...

</td></tr><tr><td class="greybodytype" valign="top" width="532"></td></tr></table>

» ترجمة الامام الشعراني رحمه الله
» ترجمة الامام الرفاعي رحمه الله
» ترجمة الامام جلال الدين السيوطي رحمه الله
» الامام الشبلي رحمه الله
» الامام الجنيد رحمه الله ...