تاريـخ وأصُول
العَرب بالسُّودان
الفحل الفكي الطاهر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد. فالحمد لله الذي وفقنا لنشر هذا السفر، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يكون مصدراً هاماً من مصادر باحثينا في تاريخ سوداننا الإسلامي العربي، والذي صارت أرضه الطيبة المعطاءة خير بوتقة، تمازج فيها الدم العربي بالدم الأفريقي، وأنجب شعباً عربياً أفريقياً، كريم الخصال، عزيز الصفات، عرف بين شعوب العالم أجمع بالبذل والعطاء، والشجاعة والوفاء، والجود والسخاء.
ولا أريد في هذه العجالة أن أقرظ كتاب الوالد رحمه الله، وجعل الجنة مثواه، إذ أن ذلك متروك لفطنة وحس القارئ الكريم، ولكنني أود أن أعبر عن مدى غبطتي وسروري لما وفقنا الله تعالى إليه بنشر هذا الكتاب الذي عاصرته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وهو بيد الوالد في المسودات، يكتب ويعدل، ويضيف ويستفسر، ويستشير أهل الاختصاص شفاهة وكتابة، ويتعجل إصداره قبل الموت، لكي يتمكن من الرد على أي تساؤل من القارئ. ولئن لم نتمكن من إصداره في حياة مؤلفه، فعزاؤنا أننا قد تمكنا من نشره بالصيغة النهائية التي ارتضاها المؤلف.
شكرنا وتقديرنا لكل من عاون في جمع المعلومات بالوثائق أو الرسائل أو شفاهة، ولكل من أعان في الطبع.
فالشكر الجزيل للأخ السيد الرئيس القائد جعفر محمد نميري، الذي أبدى اهتماماً فائقاً بطبع هذا الكتاب، وذلل كل العقبات المادية، والذي بفضله تمت الطباعة.
كذلك مزيد شكرنا للأخ الدكتور محمد عثمان أبو ساق، الذي تولى أمر هذا الكتاب. وللأخ الأديب الأستاذ الطيب محمد الطيب، الذي عاون كل المعاونة الفعالة التي توجت بوضع هذا الكتاب بين أيدي القراء الكرام.
فالحمد لله أولاً وأخيراً، ونسأله أن يوفقنا لكل خير، ولنشر تراث شعبنا العريق العظيم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
مهدي الفحل
الخرطوم في الثلاثين من شهر المحرم سنة 1396هـ
الموافق الحادي والثلاثين من شهر يناير 1976م.
ترجمـة
نود بهذا أن نعطي القارئ نبذة قصيرة عن حياة مؤلف هذا الكتاب والسبيل الذي سلكه في جمع مادته وطريقة عرضها.
فهو الفحل بن الفقيه الطاهر بن الفقيه عمر. ولد المترجم له بقرية "أم دوم" جنوب شرقي الخرطوم في أواخر القرن الهجري الماضي حوالي سنة 1295 هـ وانتقل إلى رحمة مولاه في يوم الجمعة 20 ربيع ثاني سنة 1395هـ الموافق 2 مايو سنة 1975م بأبي دليق، وهو ينتمي إلى قبيلة الجعليين (فرع النافعاب).
وقد كان والده الفقيه الطاهر عمر قاضياً بمنطقة سنار في أوائل عهد المهدية، وكذلك كان جده الفقيه عمر من العلماء في ذلك الزمان، وأيضاً جده لأمه، الفقيه الفحل محمد، من أهل العلم والمعرفة. قرأ شيخنا الفحل القرآن وبعض العلم عن والده. كما تتلمذ على عمه الفقيه محمود الخبير، صاحب المسجد المشهور بقرية ود الخبير شرقي رفاعة، وعلى الفقيه أحمد حمد السيد، والشيخ محمد البدوي بأم درمان وغيرهم من فقهاء ذلك الزمان.
ثم انخرط في الحياة العامة بسلاح العلم والثقة بالنفس، ثم دخل أم درمان مع جيوش المهدية وأقام بها مع والده أيام خليفة المهدي، حيث كان بها معظم أهل السودان. ومنزل والده كان من البيوتات التي يقصدها الناس، فرأى في منزل والده وسمع كثيراً من الحكاوي والسير التاريخية.
وبالقرب من منزل والده منزل إلياس ود أم برير، الذي كان يعج بمجالس الثقاة من أهل المعرفة ورواة التاريخ.
استفاد من هذا كله، ثم انخرط في العمل التجاري متنقلاً بين أقاليم السودان المختلفة، كالجنوب، والفونج، والغرب، والشرق، والشمال وعموم منطقة الوسط. طاف تلك الأماكن بوسائل ذلك الزمان الدواب والمراكب النيلية وغيرها، وأقام فيها رغم كل الصعاب.
ورغم عمله بالتجارة فإنه لم ينقطع عن العلم والدراسة، حتى عد من علماء الفقه والشريعة، بالإضافة للتاريخ والثقافة السودانية العامة.
بحــوثه:
من المخطوطات التي تركها شيخنا الفحل مسودة كتاب عن تاريخ البطاحين، وأخرى عن تاريخ سوبا، ودار الأبواب وكتب بحثاً عن القضاء في عهد المهدية، ونشر ذلك البحث في المجلة القانونية السودانية التي كانت تصدر بالإنجليزية عدد 1964 صفحة 169 ترجمة ابنه القاضي مهدي الفحل رئيس محكمة الاستئناف الحالية.
وثيقة كوستي:
ومن الأحداث الطريفة للمؤلف أنه عندما كان يعمل بتجارة الصمغ بجزيرة "زنوبة" بالقرب من الجزيرة (أبا) كتب وثيقة في غاية من الأهمية التاريخية، فقد باع آنئذ الشيخ حماد ولد أم دودو زعيم "الجمع" قطعة الأرض الواقعة غربي "زنوبة" للتاجر اليوناني (كوستي بابيس) كان ذلك في أو حوالي سنة 1900م وكانت صيغة المبايعة كما ذكرها المؤلف هي "أنا الواضع اسمي أدناه حماد ولد أم دودو قد بعت للخواجة كوستى بابيس ألف فدان بمبلغ مائة جنيه واستلمت منه المبلغ المذكور وأذنت لمن يشهد بذلك."
البائع : حماد ود أم دودو المشتري: كوستى بابيس
الشهود: محمد بابكر بدري ـ حسين شلبي ـ حسين أبو تياه. ومن طريف ما يذكره مولانا الشيخ الفحل، أن الخواجة طلب منه أن يباعد بين الجمل والسطور، فكتب الخواجة قبل جملة ـ ألف فدان ـ ألف ـ فصارت تقرأ ألف ألف فدان. وضرب الخواجة حولها حظيرة لبيع الصمغ والحبوب وأصبحت تلك الحظيرة نواة لمدينة كوستي الحالية.
الحج الأول:
ومن أمتع ما حدثنا به شيخنا الفحل حجه الأول والذي كان سنة 1319هـ وهو يذكره جيداً ويذكر رفقاء الطريق وكان تعدادهم وقتئذ 113 حاجاً فقط، وانضم إليهم في الطريق سلطان "زنجبار" وكان من أهم لوازم الحاج السلاح الناري "البندقية".
وظل منذ انخراطه في الحياة وإلى أن لبى نداء ربه عاكفاً على القراءة والكتابة والبحث والتدوين لما خصه الله به من صفاء عقلي نادر وذاكرة فريدة.
المصادر:
وقد خصص رحلات خاصة لجمع المعلومات التاريخية من شفاه الرواة كما جمع بعض الوثائق والمخطوطات التي كانت منها مادة هذا الكتاب. أوجز المؤلف نفسه مصادره فيما يلي:
1. ما أخذه المؤلف من أحمد ود الأرباب نمر، ما نقله من الفقيه محمد ود عبد الرازق، بما أخذه عن القاضي ذراع، نقلاً عن سجل ملوكي في دار الأرباب إدريس ود الملك الفحل، وفيه خبر قيام الأمير إدريس، والد ابراهيم جعل، جد قبائل الجعليين، من بغداد سنة 656هـ بعد دخول التتار بها، وحضورهم إلى مصر، ثم إلى السودان. وعن تاريخ الملوك بعده إلى الملك الفحل والملك إدريس.
2. ما اطلع عليه المؤلف لدى المرحوم الشيخ التاي ود سعيد، شيخ خط الهلالية السابق لتاريخ الزبير ود ضوه الفونجاوي، وتاريخ رفاعة وقبائل قحطان بالسودان.
3. ما اطلع عليه المؤلف من تاريخ السمرقندي لدى المغفور له الشيخ أحمد الشيخ طه البكري البطحاني.
4. ما اطلع عليه المؤلف من مذكرة بتاريخ الجعليين لدى الأرباب خالد ود المك عمر ود المك نمر.
5. ما سمعه المؤلف عن العلامة الفقيه الشيخ موسى ود الزاكي العباسي عن أخبار الجعليين ومن أخبار قبائل قحطان.
6. ما سمعه المؤلف من الشيخ موسى ود ابراهيم الولاليابي الهدندوي ناظر الهدندوة المؤرخ المطلع عن تاريخ البلو والبلين وتاريخ النابتاب.
7. دخل المؤرخ أم درمان عند دخول المهدي لها، وأقام فيها أيام الخليفة حيث كان بها كل أهل السودان تقريباً. ووالده من الذين يؤلفون ويجتمع إليهم الخاصة ويتحدثون في التاريخ بدار والده، وكثيراً بدار الياس باشا أم برير العامرة بمجالس التقاة.
8. رغم ذلك وبتواضع العلماء يعتذر المؤلف أن أخطاء لكبر سنه، لأن السير قد تخطيء وقد تصيب، وأن السودان بلد شاسع صعب المواصلات، وأن من أراد أن يحسن وأخطأ فلا وزر عليه.
المؤرخ يوسف فضل:
هذا وقد كتب الأستاذ الدكتور يوسف فضل بعد أن قرأ مسودة الكتاب مقالاً (1) نوجزه فيما يلي:
حظيتُ بالاطلاع على أجزاء منه فوجدت فيه من المتعة والفائدة ما دفعني لأسطر هذه الكلمة:
رأى المؤلف وهو ما زال يافعاً الإمام المهدي عند فتح مدينة الخرطوم 1885م. وفي أثناء عمله بالتجارة زار أغلب أقاليم السودان، فعرف بقاعه وسكانه واتصل بكثير من العارفين بتاريخه.
وقد بذل المؤلف كثيراً من الجهد في جمع مادة هذا الكتاب، فقضى في سبيلها عدة سنوات يجمع وينقح حتى اجتمعت لديه ذخيرة وافرة فأعدها في جزئين.
الجزء الأول منها للحديث عن القبائل العربية، خاصة قحطان وعدنان، كما تحدث عن الصراع بين الأمويين والعباسيين، ودخول العرب في السودان، والطرق التي سلكوها.
وأخيراً أفرد حيزاً كبيراً لتاريخ الجعليين وأنسابهم، وبداية ملكهم في منطقة بارا.
وفي الجزء الثاني سرد أنساب القبائل العربية في السودان، وأصولها وتاريخها، في شيء من التفصيل. ويحس القاريء بالجهد الذي بذله المؤلف في الحصول على مادة الكتاب، ومضاهاتها مع مختلف الروايات لاستيفاء دقتها، فقد تنوعت مصادرها وتنوعت أصولها.
وربما تكمن أهمية الكتاب في أنه يحوي بعض المعلومات القيمة عن تاريخ القبائل العربية في السودان، والتي استقاها المؤلف من بعض الوثائق التي ضاعت أصولها الآن. ولا شك أن الحصول على شيء من تلك المخطوطات يعتبر كشفاً مفيداً لمصادرها. خاصة مما كان يحفظ في بلاط ملوك الجعليين بشندي. ولعل ما يلفت النظر أن المؤلف جعل تاريخ الجعليين يبدأ في منطقة بارا.
ويورد قائمة طويلة مفصلة بأسماء ملوكهم في ذلك الإقليم، ويبين كيف تقهقروا، بعد عهود طويلة، إلى منطقة شندي. ولا شك أن هذه الرواية تختلف كثيراً عما اشتهر من أخبارهم.
وربما اتفق مع بعض ما أورده (دي كالفان) عن نفس الموضوع سنة 1836 ولا شك أن ما في هذه الروايات من الحداثة يحتاج إلى دراسة وتحقيق.
أبو سليم:
هذا ومن الذين اطلعوا على مسودة هذا الكتاب الدكتور محمد ابراهيم أبوسليم. وقد أبدي ملاحظات هامة أخذت بعين الإعتبار ومما قاله أبو سليم:
أرى أن الكتاب صالح للنشر لتضمنه معلومات وفوائد تاريخية كثيرة. والروايات عن القبائل وأصولها وأنسابها وارتباطاتها قد سبق التأليف فيها بالعربية والإنجليزية وأرى أن هذه المحاولة إضافة إلى ذلك البحر فمرحباً.
الكتاب:
لقد صرف المؤلف وقتاً طويلاً في هذا الكتاب، وأكمله منذ عشر سنوات، ولكنه حتى تاريخ وفاته كان كلما وجد جديداً أضافه إليه. وهو كما ذكرنا في تلخيصنا لمقالة البروفسير يوسف فضل عنه يقع في جزئين.
لقد كنا نتمنى أن لو عاش شيخنا الفحل حتى يرى هذا الكتاب وقد تم طبعه، وتناولته الأيدي، إذ أن الكل كان متشوقاً لذلك اليوم سواء من سمع عنه من مولانا الشيخ الفحل، أو قرأ مقالة الدكتور يوسف فضل، أو المقالة التي كتبها عنه كاتب هذه السطور بعد مقابلة أجريت معه في جريدة الأيام بتاريخ 4 فبراير 1975م والمقالة التي كتبت بعد مرور أربعين يوماً على وفاته في عدد الصحافة الصادر بتاريخ 14/6/1975م .
رحم الله شيخنا الفحل، ووفق أبناءه لنشر ما تركه من تراث في الدين والتاريخ، فقد كان حقاً ركناً من أركان التراث العربي الإسلامي بالسودان. ولا شك أن روحه معنا في هذه اللحظة تبارك ما نحاول القيام به من نشر لهذا الشذى الطيب. فالحمد لله وما التوفيق إلا من عند الله.
الطيب محمد الطيب
الخرطوم في 31 يناير 1976م
لمحات من حياة الراحل الكريم
الشيخ الفحل الفكي الطاهر
عليه رحمة الله ورضوانه
بقلم الأستاذ/ علي الشفيع سليمان
مدرسة التجارة الثانوية العليا الخرطوم
شمس تغيب، وبدر يخبو، وذكرى باقية، ومشعل يستضاء به ما دام الإنسان معترفاً بالفضل، وما دام العلم منهجاً، والأفاضل قدوة، والتاريخ حافلاً وحافظاً ذكرى الرجال.
من أولئك العالم الجليل والمؤرخ الشيخ الفحل، الذي أضاء بلادنا وانتقل في كثير من البلدان طالباً وعالماً ومتعلماً، حتى أصبح فحلاً يشار إليه.
مات ذلك العالم الجليل وكأن الشاعر عناه بقوله:
سيعرفني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
أخلاقه:
كان عليه رحمة الله طيب المعشر، سمح الجوار، حلو الحديث، لا يمل جلساؤه، وكلما طال بك المجلس وأنت معه يزداد سماحة وحلاوة وبهجة وسروراً.
ومن أخلاقه لم يذم أحداً طيلة حياته، وما ذكر عنده شخص إلا ذكره بخير، أو سكت عنه، مع أنه مؤرخ ضليع يعرف الناس وأحوالهم المختلفة. وكثيراً ما كان ينشد قول القائل:
وإن أبصرت عيناك عيباً فقل لها أيا عين لي عيبٌ وللناس أعين
وكان مجلسه عليه رحمة الله يسع الصغيرة والكبيرة، وترتاح إليه النفوس كلما سمعته وأصغت إليه.
ومن أبرز صفاته، رحمه الله ورضى عنه، مجالسة الفقراء، ومساءلة العلماء، ومؤانسة الأبرار، ومجانبة الأشرار، والمواظبة على العبادة ومكارم الأخلاق، فكان لسانه، عليه رحمة الله، رطباً بذكر الله لا يغفل عن ذلك ساعة ولا لحظة. ومع هذا كله فكانت أخلاقه تسع الجميع ورحم الله من قال في الأخلاق:
فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال وذا علـم وذاك مكارم الأخلاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتـوج ربـه بخـلاق
رحم الله الشيخ الفحل. كان كثير الاطلاع، ورضيع كل فن من العلوم، لكنه آثر علم التاريخ، وله كتاب ألفه في حياته سيظهر قريباً إن شاء الله، فهو شبه موسوعة تاريخية، وخضم زاخر مليء بالأخبار والقصص، أما الفتاوي فحدث عنه ولا حرج. ما من مشكلة في الميراث أو المعاملات الزوجية أو غير ذلك إلا أفتى فيها وأسند الدليل إلى صاحبها. ومن أطرف فتاويه جاءه رجل من المغاربة وعنده مشكلة زوجية عرضها على كثير من العلماء ولم يوفق في حلها، فلما جاء إلى الشيخ الفحل حل تلك المشكلة وحدثه بالنص، فقال الرجل بعد فرحة شديدة (لولا أسموك الفحل ما كانوا يجدون لك اسماً).
شجاعته:
كان شجاعاً في رأيه، جريئاً في الحق، لا يخشى لومة لائم. وكثيراً ما كان يعتز بأجداده الأوائل، فإذا تحدث عن أسلافه يذكرني بقول الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ولا غرابة في ذلك فإنه عباسي الأصل. كان الشيخ الفحل رحمة الله عليه مع كبر سنه ووقاره ثائراً لا يتردد. وله أيام الاستعمار الإنجليزي ثورات لا تنسى. وكان قبل خمس وأربعين سنة كان هناك مفتش إنجليزي مشهور بالعداء، جاء مخصوصاً لأبي دليق واستفز الناس هناك بأحكام جائرة. والناس ثاروا ضد هذا المفتش الإنجليزي. وكان الشيخ الفحل عليه رحمة الله حمل السيف على كتفه وقال للناس
يتبع ...