بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيدة أم سلمة رضي الله عنهاأمها عاتكة بنت
عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة بن فراس ومن قال: عاتكة بنت عبد المطلب،
فجعلها بنت عمة رسول الله
فقد أخطأ، وإنما هي بنت زوجها، وأخواها عبد
الله، وزهير ابنا عمة رسول الله
واسمها هند، وقيل: رملة، والأول أصح
: في
هجرتها مع زوجها أبي سلمة بن (عبد الاسد)
إلى الحبشة وهجرتها إلى المدينة.
هاجرت،
هي وزوجها إلى الحبشة الهجرتين وهما أول من هاجر إلى الحبشة، قال ابن أبي خيثمة:
حدثنا نصر بن المغيرة، قال: قال سفيان: أول مهاجرة من النساء أم سلمة.
وروي عن
مصعب بن عبد الله قال: أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة أم سلمة.
ويقال: بل ليلي
بنت خيثمة زوج عامر بن ربيعة.
: في تزويج النبي
بها.
كانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الاسد وأمه عمة رسول الله
برة بنت عمة
أبي طالب فولدت لابي سلمة، سلمة وعمر، ورقية، وزينب، ومات أبو سلمة
سنة أربع وشهد بدرا وأحدا
ورمي بها بسهم في عضده فمكث شهرا يداويه، ثم برأ الجرح، وبعثه رسول الله
في هلال
المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره، وبعث معه مائة وخمسين رجلا إلى قطن -
وهو جبل - فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع إلى المدينة فانتقض جرحه، فمات منه لثمان
خلون من جمادي الاخرة سنة أربع، فاعتدت ام سلمة، وحملت لعشرين بقين من شوال المذكور
سنة أربع، فتزوجها رسول الله
في ليالي بقين من شوال المذكور، ولو لم يكن
من فضلها إلا شورها على رسول الله
بالحلق في قصة الحديبية لما امتنع منه أكثر
الصحابة لكفاها.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو عمر: تزوجها رسول الله
بعد
وقعة بدر في شوال سنة اثنتين، وليس بشئ، لان أبا عمر قال في وفاة أبي سلمة: إنها في
جمادي الاخرة سنة ثلاث وهو لم يتزوجها إلا بعد انقضاء عدتها من وفاة أبي
سلمة.
وروي عن أم سلمة
قالت: سمعت رسول الله
يقول:" ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: ما أمر
الله تبارك وتعالى [ وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي
خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها ) (1).
وروى أحمد بن منيع وأبو يعلى برجال
ثقات عن عمرو بن أبي سلمة (2)، والامام الشافعي -
والامام أحمد ومسلم وابن أبي خيثمة عن أم
سلمة والحارث من طريق آخر عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
أن أبا سلمة جاء إلى أم
سلمة - رضي الله تعالى عنها - فقالت: سمعت من رسول الله
شيئا هو
أعجب إلي من كذا وكذا، لا أدري ما أعدل به، سمعت
رسول الله
يقول: لا
يصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند ذلك، ثم يقول: اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها
وأبدلني بها خيرا منها، فلما مات أبو سلمة قلتها وأبدلني خيرا منها: أقول: ومن خير
من أبي سلمة، فلم أزل حتى قلتها، فلما انقضت عدتها أرسل أبو بكر يخطبها فأبت، فأرسل
إليها عمر يخطبها فأبت، قالت: فأرسل إليها رسول الله
يخطبها،
فقالت: مرحبا برسول الله
إن في خلالي ثلاثا أخافهن على رسول الله
إني امرأة
شديدة الغيرة وإني امرأة مصبية يعني: لها صبيان، وفي رواية: إني ذات عيال، وإني
امرأة ليس هاهنا أحد من أوليائي شاهد يزوجني، وفي حديث أبي بكر بن عبد الرحمن،
فقالت: ما مثلي ينكح، أما أنا، فلا ولد في، وأنا غيور، وذات عيال فسمع عمر بما ردت
به على رسول الله
فغضب لرسول الله
أشد ما غضب لنفسه حين ردته فلقيها فقال: أن
التي تردين رسول الله
قالت: يابن الخطاب إن في كذا وكذا، فأقبل رسول الله
إليها فقال:
أما ما ذكرت أنك غيري فسأدعو الله
يذهب غيرتك وأما ما ذكرت أنك مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وفي
رواية: وأما العيال فإلى الله ورسوله وأما أنه ليس ههنا أحد من أوليائك يزوجك فإنه
ليس أحد شاهد ولا غائب من أوليائك يكرهني، وفي حديث أبي بكر في لفظ: " فإنه ليس أحد
منهم شاهد ولا حاضر يسترضاني وأنا أكبر منه فقالت لابنها عمر: زوجني رسول الله
قال: فزوجه
إياها فقال رسول الله
:أما إني لم أنقصك مما أعطيت أختك فلانة، قال ثابت لابن أم سلمة: ما
كان أعطى فلانة ؟ قال: أعطاها درهمين تجعل منهما صاحبتها ورحلتين ووسادة حشوها ليف
ثم انصرف عنها ثم أتاها الثانية وهي ترضع زينب فلما رأته مقبلا جعلت الصبية في
حجرها.
فسلم ثم رجع فأتاها أيضا الثالثة فلما رأته جعلت الصبية في حجرها قالت:
وكان رسول الله
حييا كريما، فرجع، قال عمر: فجاء عمار بن ياسر حتى انتزعها من حجرها
وفي لفظ: " ففطن لذلك عمار بن ياسر وكان أخاها لامها فانتشط زينب من حجرها فقال:
هاتي وفي لفظ: دعي عنك هذه المسقوحة التي منعت رسول الله
ثم أتاها
رسول الله
فجعل يقلب بصره في البيت فلم يرالصبية في حجرها وكان اسمها زينب،
فقال: أين زناب، فقالت: جاء عمار فأخذها وفي حديث أبي بكر فقال النبي
: " تجداني
أتيتكم الليلة "، قالت: فوضعت ثقالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرن، وأخذت شحما
فعضدت به فبات ثم أصبح فقال حين أصبح: " إن لك على أهلك كرامة إن شئت أن أسبع لك
سبعت للنساء ".
قال عمر: فكانت في النساء كأنها ليست منهن لا تجد من الغيرة
شيئا.
وروى الطبراني برجال الصحيح عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول
الله
أتاها فلف رادءها وجعله على أسكفة الباب واتكل عليه، وقال: هل لك يا أم سلمة ؟
قالت: إني امرأة شديدة الغيرة، وأخاف أن يبدو للنبي
ما يكره،
فانصرف، ثم عاد فقال: هل يا أم سلمة ؟ إذا كان لك الزيادة في صداقك، زدناك، فعادت
لقولها، فقالت: أم سلمة: يا أم عبد تدرين ما يتحدث به نساء قريش، يقلن: إنما ردت
محمدا، لانها شابة من قريش أحدث منه سنا، وأكثر منه مالا، فأتت رسول الله
فتزوجها.
وروى ابن سعد عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت: قلت لابي سلمة: ليس
امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة، ثم لم تتزوج بعده إلا جمع
الله تعالى بينهما في الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك
ألا تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدك، قال: أتطيعيني، قلت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن
أطيعك قال: فإذا أنا مت فتزوجي، ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني حتى
لا يحزنها ولا يؤذيها، قالت: فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة،
فلبثت ما لبثت، فجاء رسول الله
فقام على الباب فذكر نحو ما سبق
: في
دخولها فيما سأله رسول الله
لاهل بيته.
روى الامام أحمد والدولابي عن
أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - قالت: أغدف رسول الله
على علي
وفاطمة والحسن، والحسين -
: خميصة
سوداء، ثم قال: اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي قالت: قلت: وأنا يا رسول
الله ؟ قال: وأنت وروى أبو الحسين الخلعي عن عمير بو شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي
سلمة فحدثته أن رسول الله
كان عند أم سلمة، فجعل حسنا وحسينا في شق
وفاطمة في حجرها، وقال: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، وأنا وأم
سلمة جالستان، فبكت أم سلمة، فقال: ما يبكيك ؟ قالت: يا رسول الله، خصصتهم، وتركتني
وابنتي ! فقال رسو الله
: " إنك من أهل البيت ".
الخامس: في
ابتدائه
بها إذا دار على نسائه، وتخصيصه أم سلمة من دون غيرها في بعض الاحوال
- رضي الله تعالى عنهن - روى عمر الملا، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت:
كان رسول الله
إذا صلى العصر دخل على نسائه واحدة، يبدأ بأم سلمة لانها أكبرهن،
وكان رسول الله
يختم بي.
وروى الامام أحمد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم،
قالت: لما تزوج رسول الله
أم سلمة، قال لها: يا أم سلمة، إني قد أهديت
إلى النجاشي حلة وأوقية مسك، ولا أرى النجاشي إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا مردودة
فهي لك.
فكان كما قال رسول الله
وردت عليه هديته فأعطى كل واحدة من نسائه
أوقية وأعطى أم سلمة المسك والحلة.
: في مبايعتها، ومحافظتها على دينها
وبرها - رضي الله تعالى عنها -.
روى مسلم عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها -
قالت: لما مات أبو سلمة قلت: غريب بأرض غربة لابكينه بكاء يتحدث عنه.
فكنت قد
تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله
وقال:
" أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه " مرتين.
فكففت عن البكاء فلم
أبك.
وروى أيضا عنها رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر
رأسي فأنقضه لغسل الجنابة، فقال رسول الله
: لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات
ثم تفيضي عليك الماء فتطهري.
وروى الشيخان عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت:
قلت: يا رسول الله، هل لي أجر في بني أبي سلمة، أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا
وهكذا، إنما هم بني فقال
: نعم، لك أجر ما أنفقت عليهم
في جزالة
رأيها في قصة الحديبية.
روى الامام أحمد والشيخان عن المسور ابن مخرمة، ومروان
بن الحكم، قالا: إن رسول الله
صالح أهل مكة، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم
فلما فرغ قال للناس: قوموا فانحروا، ثم احلقوا قالا: فوالله ما قام منهم رجل، حتى
قالها ثلاثا ! فلما لم يقم أحد، ولا تكلم أحد منهم قالت: لن يقوموا حتى تنحر بدنك
وتدعو حالقك فيحلقك فخرج ففعل ذلك، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق
بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا
في وفاتها - رضي الله تعالى عنها -.
قال ابن
أبي خيثمة - رحمه الله تعالى - توفيت أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية سنة إحدى
وستين على الصحيح، واستخلف يزيد
سنة ستين بعدما جاء خبر الحسين بن علي - رضي
الله تعالى عنهما - عليهم، ولها أربع وثمانون سنة على الصواب.
وروى الطبراني
برجال ثقات عن الهيثم بن عدي - رحمه الله تعالى - قال: أول من مات من أزواج النبي
زينب
بنت جحش، وآخر من مات منهن أم سلمة زمن يزيد بن معاوية سنة اثنتين
وستين.
التاسع: في ولدها - رضي الله تعالى عنها - كان لها ثلاثة أولاد: سلمة
أكبرهم، وعمر، وزينب أصغرهم ربوا في حجر النبي
واختلف
الرواة فيمن زوجها من النبي
فروي الامام أحمد والنسائي أنه عمر، وقيل
سلمة أبو عمر، وعليه الاكثر، وزوجه
أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، عاش في خلافة
عبد الملك بن مروان، ولم تحفظ له رواية، وأما عمر
فله رواية وتوفي رسول الله
وله تسع
سنين، وكان مولده بالحبشة، في السنة الثانية من الهجرة، واستعمله علي - رضي الله
تعالى عنها - على فارس، والبحرين، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد
الملك.
وأما زينب فولدت بأرض الحبشة وكان اسمها (برة) فسماها رسول الله
زينب، دخلت
على رسول الله
وهو يغتسل فنضح في وجهها الماء فلم يزل ماء الشباب في وجهها - رضي
الله تعالى عنها - حتى كبرت وعجزت.
روى الطبراني عنها - رضي الله تعالى عنها -
قالت: كانت أمي إذا دخل رسول الله
يغتسل تقول أمي: اذهبي فادخلي، قالت: فدخلت:
فنضح في وجهي بالماء، وقال: ارجعي، وقال العطاف: قالت أمي: فرأيت وجه زينب وهي عجوز
كبيرة ما نقص من وجهها شئ.
وتزوجها عبد الله بن زمعة بن الاسود الاسدي وولدت له،
وكانت من أفقه أهل زمانها.
المصدر: منتدى
الصوفية
http://soufia.org/vb/showthread.php?t=2000 وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه...