السادة الكرم ! قدم لي احد الزملاء في العمل مقالاً في جريدة الرائد العدد 459 وهو يتحدث عن دور الشيخ عبدالله البدري والكلية التقنية وقمت بالبحث عن هذا المقال في الانترنت وبحمد الله وجدته وأحببت ان انقله لكم وهي للاستاذ عمر بشير :
كلية الشيخ البدري التقنية .. مشروع الألفية لتعفيف الحفظة وتأهيلهم3-3
في الجزء الثالث من وقفتنا مع مشروع الشيخ عبد الله البدري الحضاري في وضع المسيد السوداني وشيوخ الشريعة والحقيقة والطريقة به في قلب العصر وروحه كنا قد وقفنا في وهج المسيد في الإطلالة الثانية من القدواب عند أهم ما في الفكرة التي خامرت فكر ووجدان وروح السيد عبد الله البدري وخالطت أنفاسه لزمان طويل فانطوى عليها قاعداً وقائماً على حال تشبه قول شاعرنا مبارك المغربي وهو يتحدث عن الاستقلال الذي نتج عن كفاح تجاوز مسألة إعلانه من داخل البرلمان كما هو معروف ومعتقد فقال المغربي:
إيه يا يوم فخرنا
بك كم عز جانب
الأسود الرواهب والسيوف القوابض
كرري عجَّ بالكماة وضاقت سباسب
لم تجيء أنت بغتة عنك تحكي المكاسب
هكذا على هذا القياس فلم تقم كلية الشيخ عبد الله البدري صدفة أو عفواً فعنها تحكي مكاسب ومكاسب آبائه ومدينته الرائدة في العمل والعمل (بربر التاريخ والأصالة) التي قام فيها أهل القرآن بالعمل والعمل من لدن الشيخ عبد الماجد الأحمدي والشيخ أحمد الجعلي وأسرته فتوج الشيخ عبد الله البدري مبادراتهم الرائدة بمبادراته المتعددة التي أكسبت شيوخ العلم والقرآن وأهل المسيد والطرق الصوفية ثقة كبيرة في خطاب روح العصر بأقوى وأنصع بيان مصدوق بالعمل.
فلقد قامت فكرة كلية الشيخ عبد الله البدري على نفير كبير ومفتوح استهدف به الشيخ حفظة القرآن فكان عنوان مشروعه جوهراً ومظهراًَ يقوم على أساس (مشروع تعفيف حافظ القرآن الكريم) أي بمعنى تمليكه لناصية روح العصر ليكون مهنياً وحرفياً وليكون في مقام اليد العليا خير من السفلى.. وبكل المقاييس فقد نجح الشيخ في مشروعه الكبير ولم تكن المسيرة بالطبع خالية من الأشواك والصعاب والمعوقات التي ولولا لطف الله وما أودعه في روع عبده الشيخ عبد الله البدري من الحلم والأناة والصبر والاحتساب والصفح والعفو عن الناس.
مهما طفح كيل بعضهم في التعويق والمعوقات وتثبيط الهمم فلم يكن الطريق إلى النجاح والى تأهيل حفظة القرآن تقانياً وحرفياً مفروشاً بالورود ولا محفوفاً بالرياحين فقد حورب المشروع من جهات لا نسميها حرباً كادت لولا اللطف الرباني وحكمة الشيخ وبعض أهل الرشد من أهل القرار كادت تنسف هذه الفكرة بعد أن بذل الشيخ وأهله وتلاميذه وأهل الخير والعلم والفضل قصارى جهودهم حتى تكاملت مقومات الكلية التقانية التي صدرت النجاح إلى الكليات التقانية الأخرى بالكفاءات الإدارية والتقانية الناجحة التي رفدت بها أرض الرافدين أرض النيلين.
لقد دفع الشيخ عبد الله عن فكرته حين تم القبول ولأكثر من عامين للناجحين في الشهادة السودانية من الذين قبلوا بهذه الكلية وحين رأى الشيخ ولمس التباطوء في إعداد مركز تأهيل الحفظة التقاني قام بتصعيد الأمر إلى أعلى الجهات حتى تمَّ له ما أراد من إعداد الورش والمعامل الصالحة لتأهيل الحفظة البالغ عددهم 70 حافظاً من مناطق القعيد وكبوشية فلم يرتدوا اللبس الأفرنجي والأبرول إلا يوم دخولهم الأول للكلية وكنت شاهداً ومشاركاً بالصدفة فأكرمني الشيخ بان أتقدم ركبهم وقد تم افتتاح الكلية على يد الأخ رئيس الجمهورية الذي دعم هذه الفكرة بعد أكثر من عامين من افتتاح مركز تأهيل الحفظة التقاني الذي أطلق عليه مركز المشير البشير لتأهيل الحفظة.
يوم بكى الشيخ الراجحي فرحاً
تميز الحفظة بتفوق تقاني لافت للأنظار لكل زائر ومن هؤلاء الزوار نجد الشيخ الراجحي الذي زارها ووقف مستوى الحفظة وقد تأهلوا مهنياً وحرفياً فبكى الشيخ فرحاً بهم وتبرع لهم بعشرات الملايين ووجه أفرع شركاته ومنها أسمنت عطبرة (ماسبيو) باستيعاب أي خريج من الحفظة الذين تأهلوا بكلية الشيخ البدري التقانية.
لقد قدمت هذه الكلية وباستجابتها للتوجيه العالي من القيادة وقيادة التعليم التقاني العالي باستيعاب خبرة أهل العراق في هذا المجال وعلى رأسها البروفيسور علي خليل الذي استقدم بخبرته نخبة من الكفاءات التي كانت سبباً مباشراً في نجاح كلية الشيخ عبد الله البدري التقانية مما حدا بكليات عديدة للاستفادة من خبراته وخبرات زملائه العالية فكان مستشاراً للعديد من الكليات مع تمسك الشيخ البدري به فلولا جهوده العلمية والعملية المخلصة لما توافرت للكلية ما توافر، والشيخ من أهل الفطنة الذين لا يقعون في خطأ الإصغاء لمن يروجون للتقليل من كفاءة الخبرة العراقية فليس للتخصصات وطن بعينه ولا أثنية بعينها ولا جنسية بعينها ولو كنت مكان القائمين على الأمر في بلادنا لقدمت مكافأة لهم على حسن صنيعهم لبلادنا في شتى المجالات ولاسيما التي تقاعس عن القيام بالدور الايجابي بها بعض أبناء السودان.
فلو كنت المسئول لمنحت هؤلاء الجنسية السودانية التي منحت بالكوم لكثير من الذين كانوا خصماً على اعتباريتها وقيم أهل السودان.
من أيادي كلية البدري التقانية التي استهدفت تأهيل حفظة القرآن وماتزال ستستهدف تأهيلهم إذ لحافظ القرآن في صدر الشيخ محل فهم مكان عطفه وتشجيعه وتوفير كل ما يهيء لهم ظروف التحصيل والتأهيل وليس أدل على نجاحهم وتميزهم من توفير قرابة الـ(14) مليار جنيه سوداني بحساب الدينار القديم لولاية الخرطوم ذلك في جانب إعادة تأهيل وخراطة وسباكة ولف تلك الطلمبات بورش الكلية التي تحول من الخرطوم إلى القدواب صالحة للعمل بالخرطوم.
في مشاكسة طويلة الأمد مع الشيخ قام بها من يفترض فيه على الأقل احترام جهد الشيخ ونوعية فكرته قلت له يا شيخنا إنك منصور طالما أخلصت لحفظة القرآن وثق يا مولانا أن أي عمل لا يواجه بالغبطة أو الحسد أو التعويق والمعوقات فعلى صاحبه أن يراجع نفسه وربح البيع إن شاء الله يا أبا السجاد والبشرى وعمر وإخوانهم فلا تكريم يفي الشيخ حقه إلا الجزاء الأوفى من الله تعالى.
وهذا رابط الموضوع :
http://alraed-sd.com/portal/permalink/16769.htmlومع أطيب التحايا...