فضيلة الشيخ عبدالله البدري للراية قطر قائدة قاطرة الدول.. والجزيرة أم القنوات الراية القطرية / 22-1-2007
الكلية التقنية لحفظة القرآن منارة للإشعاع العلمي والروحي
فضيلة الشيخ عبدالله البدري للراية
قطر قائدة قاطرة الدول.. والجزيرة أم القنوات
نعمل علي تسليح الحافظ بالعلم والمعرفة لنعفه عن التسول
حوار- منال عباس : جمع مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية الذي تستضيفه الدوحة هذه الأيام علي التقاء نخبة متميزة من العلماء وشيوخ الدين والخبراء والمختصين، ومن بين هذه الذخيرة الغنية بالعلم والمعرفة شخصية سودانية ذاع صيتها بما تقدمه من أعمال خير ومشاريع كان لها المردود الايجابي الذي انعكس علي البسطاء والأغنياء.. والمتمثلة في فضيلة الشيخ عبدالله البدري مؤسس الكلية التقنية لتأهيل حفظة القرآن والذي ومنذ أن سلك طريق والده العارف بالله الشيخ البدري ظل يبذر بذور الخير في كل خطوة يخطوها عاملا بمبدأ الأقربون أولي بالمعروف حيث بدأت مشاريعه الخيرية والدينية في منطقته العريقة القدواب بمدينة بربر بالولاية الشمالية بالسودان وهي من الولايات التاريخية ذات الحضارة الأصيلة وقبائلها العربية التي تسمي بالجعلية.
العلامة الشيخ عبدالله البدري من العظماء الذين يفخر بهم السودان لأنه يعمل بالفعل علي تدعيم كرامة الإنسان وتعزيز حقوقه وهذه المباديء السامية ترجمها مولانا الشيخ عبدالله البدري عبر المشروع غير المطروق من قبل والمتمثل في الكلية التقنية الحديثة لحفظة القرآن الكريم والتي تعمل بالتوازي مع تحفيظ كتاب الله لتمكين حفاظ القرآن من مهنة أو حرفة يستطيع من خلالها كسب الرزق بعزة وكرامة دون أن يتعرض لمذلة السؤال، علي غير العادة حيث كان حافظ القرآن يجلس علي الطرقات وأمام المساجد ليتسول لقمة العيش.
تكريماً للإنسان
وفي لقاء لالراية مع فضيلة الشيخ عبدالله البدري أكد أن هذا المشروع يأتي اكراما للإنسان وتدعيما لحقوقه وحفاظا علي حياته.. وليخرج أجيالا من الشباب المسلمين الصالحين والمتمكنين.. مشيرا إلي أن خلاوي الشيخ البدري هي ميراث قديم من الأجداد والأسلاف للعمل بالقرآن علما وتعليماً وقال إن تحفيظ القرآن رسالة نشأنا عليها جيلاً بعد جيل إلا أنه وعندما دخلا المستعمر الانجليزي للسودان عمل علي محاربة خلاوي القرآن ونجح في الولاية الشمالية التي تعتبر البوابة التي يدخل منها الإسلام للسودان، وذلك بعد أن أنشأ المستعمر المدارس وبدأ الطلاب يتجهون لها باعتبار أن هذا الطريق سيؤمن لهم عملا بعد التخرج.. في حين أن حافظ القرآن وبعد قضاء 5 أعوام من الدراسة لا يجد عملا يعينه علي العيش، بمعني أنه لا يملك مهنة أو صفة تعفه من ذل السؤال، فأصبحت الأعداد تتناقص في الخلاوي إلي أن جفت تماما عدا القليل منها في بعض ولايات السودان.
تعفيف حفظة القرآن
ويقول فضيلة الشيخ عبدالله البدري من هنا انطلقت الفكرة.. حيث إنه كان قد استخزاه موقف لأحد الحافظين الذي دخل علي مسجده لاداء الصلاة.. وبعد أن فرغ المصلون قام هذه الحافظ وبدأ يتلو من كتاب الله بصوت جميل ترق له القلوب والمشاعر.. وبعد أن ختم قام وخاطب المصلين طالبا المساعدة بحجة أن شقيقه مفقود ويحتاج لبعض المال للبحث عنه.. وعندها تعاطف معه الجميع.. وجمعوا له مبلغاً من المال.. وخرج.. وتكرر هذا الموقف بعد اسبوع في أحد المساجد وبدأ هذا الشاب في التسول بمبررات أخري.. وتكررت مواقفه هذه واستغلال صوته وحفظه لكتاب الله للاحتيال والتسول.. وقال فضيلته إنه كان لهذا الموقف الأثر الكبير في نفسه ومن هذا المنطلق جاء اصرار فضيلته لاقامة مشروع من أجل تعفيف هذه الفئة عن التسول وشحذ هممهم لحفظ القرآن بطرق تقنية حديثة بحيث يتخرج الحافظ منها بمهنة تعينه في حياته.
مشيرا الي خلوة والده العارف بالله الشيخ البدري التي تخرج منها الألف من الحفظة.. وبدأ فضيلة الشيخ عبدالله البدري في تأسيس مشروعه الأول من نوعه في تشييد مبان ضخمة للكلية بمواصفات تقنية عالية علي مساحة 30 فداناً بتكلفة 6 مليارات جنيه سوداني.. وبعد أن اكتملت المباني اقترح المسؤولون في التعليم العالي بأن يكون المشروع أكاديمية ثم تطور الأمر لأن تكون كلية تقنية باعتبار أن ثورة التعليم العالي تستهدف قيام 10 كليات تقنية في السودان وتكون هذه الكلية الاولي.. ويتم قبول الطلاب ايضا من خلال مكتب القبول العام لطلاب الشهادة السودانية وفي الوقت نفسه تستصحب برنامج تأهيل حفظ القرآن علي مستوي المعاهد الحرفية والمدارس الصناعية.. وأضاف قائلا: ان المسؤولين طالبوني بالتنازل عن المباني.. وبالفعل تنازلت عن المباني في سبيل تحقيق مشروعي لتحقيق حافظ كتاب الله بحرفة بدلا من التسول والمهانة.
إنارة العقول
وحول توجه فضيلته نحو أعمال الخير والذي يتمثل معظمها في المؤسسات التعليمية التي يقوم بتأسيسها وعلي سبيل المثال كلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة وادي النيل يقول سماحة الشيخ عبدالله البدري: ان لكل انسان ميراث يجري في دمه.. وميراثنا قبل 500 عام يسعي لإنارة العقول لذلك نسعي الي إحياء هذه النار التي أضاء الله بها القلوب.. وبدأت بالمجمع الاسلامي الذي كان يضم معهدا متوسطا و ثانوي وروضة أطفال.. وعندما جاءت ثورة التعليم العالي بالسودان كان نصيب مدينتنا بربر ان تقام فيها كلية للعلوم الاسلامية والعربية والتي لم يكن يتوفر لها مقر.. فطلبت لجنة تطوير المدينة التنازل عن مباني المجمع الاسلامي لتكون مقراً للكلية وبالفعل تم ذلك من أجل العلم وانتشار المعرفة. وقد وفقني الله في بناء مجمع آخر ذي شقين بنين وبنات للمرحلة الثانوية.. وتم اضافة المدرسة القرآنية اليه كمرحلة أساس بدلا من النسق القديم المتمثل في الخلاوي.. والآن يدرس حافظ القرآن في الكلية التقنية في مسار منفصل عن طلاب القبول العام ويتم التدريب المهني التلمذة الصناعية لمدة ثلاث سنوات ويصعد العشرة الاوائل من الطلاب للدبلوم ومن ثم البكالوريوس وفتح المجال الآن للماجستير والدكتوراه.
خطوات النهضة
وعن مشاركة فضيلته في المؤتمر.. يقول انها الزيارة الاولي لدولة قطر ولن تكون الأخيرة بإذن الله والتي جاءت بدعوة كريمة للمشاركة في هذا المؤتمر الهام والذي سنعمل من خلاله لعكس تجربة تأهيل حفظة كتاب الله تقنيا لتحصينهم من البأس.. في الوقت الذي لايزال الاسلام والمسلمون في العالم يحاربون للخفض من همهم.. لذلك نسعي لتسليح حفظة القرآن بالعلم والمعرفة ليكونوا جنودا للإسلام.. وأعرب فضيلته عن بالغ سعادته بهذه المشاركة التي التقي فيها بعلماء ومفكرين للتعارف والتفاكر وتبادل الافكار وعكس التجارب والاستفادة منها.
وأضاف فضيلة الشيخ عبدالله البدري ان يتابع عن قرب خطوات النهضة التي تشهدها دولة قطر علي كافة المناحي، وذلك من خلال أجهزة الاعلام المختلفة.. خاصة قناة الجزيرة التي تعتبر أم القنوات أما دولة قطر الفتية فيمكنني القول بكل صدق وشفافية ان لكل قطار عربة تسحبه الي الامام ودولة قطر هي بمثابة هذه العربة التي تقود الدول.. مشيرا لتعامل أهلها الراقي.. الذي يحسه الزائر منذ دخوله لمطار الدوحة.. حيث لا يفارقه هذا الاحساس طيلة وجوده في هذا البلد الطيبة.. مؤكدا ان هذا ما دعا اليه الاسلام.. وما ميز به الله سبحانه وتعالي الرسول الكريم.. أما ولاة الأمر في هذا البلد.. فإن دورهم يشار اليه بالبنان من خلال مساعيهم وجهودهم الواضحة لتوحيد صفوف الأمة الاسلامية والعربية عبر المؤتمرات الدولية والندوات والدور الرائد لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي الذي يجمع الناس ولا يفرق بحلمته ولباقته .. وخص بالشكر.. الدكتورة عائشة المناعي عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة قطر.